خيارات تربوية
عندما نفكر في التربية وما يترتب عليها.. وما أثرها على الأبناء.. وكيف نستطيع أن نبني مجتمعاً يمتلك القدر الكافي من المعلومات والمعرفة والتقاليد والمهارات المطلوبة لتحقيق أهدافه، فإننا نتطرق لعدد من النقاط التي
قد تساعدنا في تحديد ذلك الهدف.
فمثلاً، هنالك عدة أساليب أو عوامل قد نسميها خيارات تربوية.. كالسؤال: ما الذي ينبغي أن يعلّم بالضبط حتى نستطيع تحقيق الهدف الكامن خلف مفهوم التربية. وقبل الشروع في سرد النقاط التي تشرح أسس هذا المفهوم، علينا أن ندرك ونحدد الجانب الاجتماعي الذي يطبق فيه مبدأ التعليم، فمثلاً كيف يتعلم المرء أن يكون والداً؟ وكيف يتعلم المعلم أن يكون معلماً؟ وكيف يتعلم الابن أن يكون تلميذاً أو طالبا؟ كلها أسئلة تحتاج إلى إجابة، حتى يمكننا تحديد نوع التربية المطلوبة.
هناك سؤال آخر يراود الأذهان. كيف تعلّم المعرفة؟ والإجابة هي إما بالمحاكاة، والقصد من ذلك هو وصف سلوك معين وحث الصغار على محاكاته كطاعة الوالدين مثلاً. أو أن الطفل يستثار بمشكلة معينة أو موضوع، ويتم توضيح النواحي الإيجابية والسلبية وترك القرار للطفل نفسه في استيضاح أين يقع الخطأ. وفي الطريقة الأخيرة حث للطفل في تمييز الأخطاء وتجنبها في قرارة نفسه دون إلزامه بشيء مما يشجعه على إبداء رأيه.
بهذه الطريقة ينمو الطفل وقد تولدت لديه روح إبداعية وعين بصيرة تساعده على اكتشاف الأخطاء وتمييزها. عندها ستتطور شخصية الطفل وتصبح لديه المقدرة على الإبداع والتفكير المنطقي حتى يتوصل إلى أهدافه المستقبلية.
ويكمن السؤال خلف معايير التربية. هل استطعنا تحقيقها في مجتمعنا؟ عند النظر إلى الجيل الجديد، وكيفية تأثره بالعالم الخارجي. نرى أن أول مكان يتلقى فيه التأثير هو المدرسة. فبعد تلقيه التربية من أسرته، يتوجه إلى عالم المدرسة الجديد، ليكتسب مهارات إضافية كعلاقاته الاجتماعية أو المهنية. وهذا هو دور المربون من ناحية غرس السلوك الحميد لدى الطالب. فهل يا ترى حققنا هذا المستوى من التربية؟!
أ / علي الهمالي