ظاهرة الغش والموقف منها .
تعد مشكلة الغش من أخطر المشاكل التي يواجهها التعليم المدرسي وأوسعها تأثيراً على حياة التلاميذ والمجتمع بأسره فهي تؤدي إلي ضعف التحصيل التعليمي وإعداد مخرجات تعليمية تعوق مسيرة المجتمع في نموه الاقتصادي والاجتماعي والسياسي ، ناهيك على أنها سلوك غير خلقي ينم عن نفس غير آمنة أو سوية
وتعود ظاهرة الغش إلي ضعف التحصيل التعليمي والرغبة في النجاح بدرجات مرتفع بدون عناء أو بذل أية مجهود يذكر وذلك لما اعتادوا عليه تلاميذنا في الامتحانات النهائية على ما يعرف بالمساعدة من قبل الملاحظين والمراقبين ولجان الامتحانات والتي تتهاون في تطبيق عقوبة الغش بل على العكس من ذلك ذهب بعضهم بحجة مساعدة التلاميذ إلى إملائهم الإجابة النموذجية بل الأسوأ من ذلك استبدال نموذج الإجابة بآخر والكثير الكثير من طرق الغش سواء من قبل التلاميذ أنفسهم أو لجان المراقبة
ما يحدث أنه في ظل غياب القيم والأخلاقيات والتساهل الشديد في غير موضعه وسيطرة سطوة الأموال والمصالح تساهم في انتشار هذه الجريمة وازديادها، فبعض المراقبين يصبحون مصدرًا للغش، والغريب أن يحدث هذا تطوعًا داخل اللجان، ويخيل للمراقب أنه يقوم بعمل وطني أو واجب إنساني، ويفسر هذا بأن الطلاب لم يتلقوا التعليم الكافي، وأنهم حتى لو تخرجوا فلن يضمنوا وظيفة، أو بماذا سنستفيد لو أعادوا السنة أو رسبوا
ناهيك عن أولياء الأمور الذين يسهلون لأبنائهم الغش عن طريق الحرام ويضربون لهم المثل السيئ في الحصول على الأشياء وهم لا يدركون أنهم وأبناءهم أول الخاسرين حتى لو لم يضبط الابن بالغش، فقد حصل على شهادة لا يستحقها وهذا مبدأ خطير ، والطريق السليم للحَدِّ من هذه الظاهرة هو تطبيق القانون على الجميع وعلى كل الحالات، وعدم التستر أو التهاون مع أحد ويجب أن نقف وقفة جادة نراجع فيها أنفسنا ونحاسب ضمائرنا وأن نعيد النظر في آلية الامتحانات ، حتى نصل
إلى مخرجات تعليمية جيدة تكون عمادا للوطن وخدمته
و أرى أن الخروج من هذه الظاهرة بأن تلغى امتحانات الشهائد وتستبدل بامتحانات اعتيادية مثل امتحانات النقل كبقية السنوات الدراسة الأخرى ، وليست الشهادة الثانوية بأعلى مستوى من الشهادة الجامعية التي تتم بعفوية ودون امتحان شهادة كالثانوية هذا إذا أردنا معالجة جذرية لظاهرة الغش والرقي بجودة المخرجات التعليمية
أ / علي الهمالي