المدير العام Admin
المساهمات : 207 تاريخ التسجيل : 03/05/2008
| موضوع: مناهجنا إلى أين تقودنا؟ الأحد أغسطس 03, 2008 1:26 pm | |
| مناهجنا التعليمية إلى أين تقودنا ..؟!!
إن الهدف الأساسي لأي نظام تعليمي هو إعداد العقول القادرة على صنع المستقبل ؛العقول المدربة على طرح الأسئلة، والبحث عن إجابات عنها ؛ العقول التي يمكنها ممارسة النقد ،وكشف أساليب القهر الذهني ، القادرة على الإبداع ، لا مجرد إعداد عقول لا تحسن سوى الحفظ وتعجز عن ممارسة التساؤل والاستفهام .تفتقد أمّتنا إلى القدرات الإبداعيّة ، وان وجدت فهي لن تبدع في مناخ تسوده الضبابيّة ، فكيف لهذه لأمة أن تتحرر من التخلف وتسعى لتنمية حضاراتها ومنتجها الوحيد مقيد بسلاسل اسمها المناهج التقليدية ، فالحضارة هي منتجات الفكر ، والفكر هو إنتاج العقل ؛ لذا يستحيل إنتاج حضارة دون تحرير العقل ثم تفعيلة عن طريق نظام تعليمي فعّال .فأساليب التعليم في عالمنا العربي بعيدة عن فهم احتياجات العصر ، إذ تناسب من نشأوا في ظروف تكبيل العقل قهر الحريات ، تناسب إعداد موظفين لا مبدعين ؛ ويمضي نظامنا التعليمي في اتجاه تعميق الهوة بيننا وبين سائر الأمم المتقدمة .لازلنا نكتب عن مشاكل التعليم وكأننا نكتبها لأول مرة؛ فما يتم ممارسته في المدارس من تعليم تلقيني يقتل الإبداع ، ويخرّج طلاب دون مواهب تذكر ؛لأنه ببساطة مدارسنا لا تعلّم المهارات اللازمة ( كالتفكير ، النقد ، المنطق ، التفكير العملي ) ولا تعلمه مهارات التواصل الأربعة ( القراءة ، الكتابة ، الاستماع ، التحدث ) ولا كيف يخطط لنفسه ويستغل وقته ، بل تكتفي بحشو المعلومات وإلقاء النصائح التي ينساها بمجرد خروجه من المدرسة .فعندما يتخرج الطالب من الجامعة التي لا تختلف عن المدرسة إلا في كون أن الطالب مسئول مسؤولية كاملة عن إنجاز الساعات المقررة ، يختار فيها التخصص ليس الذي يرغبه هو ، بل لأن الجميع يفعل ذلك ؛ يتخرج إلى سوق العمل الذي لا يحتاج إلى تخصّصه في شيء .فالتعليم النظامي في المدارس العامة يكرَّس لإعداد أجيال تقبل الواقع على أنه الأفضل ، أجيال عاجزة عن التأمل والاستنتاج والحوار ، وذلك باستبعاد وسائل التعليم الحواري التحليلي الموضوعي النقدي الذي يدرب العقل ؛ حيث يتبنى هذا التعليم النظامي الوسائل التعليمية التي ترسخ الذاكرة والحفظ لدى التلاميذ على حساب ملكات النقد والإبداع والتفكير .كأن الحفظ هو طريقة التعليم التي درج عليها العرب قبل الإسلام ، فقد كانوا أُمّيّين لا يعرفون القراءة والكتابة ، واعتمدوا على الذاكرة في حفظ أشعارهم ، ولما كان التعليم بعد الإسلام يعتمد أساسا على القرآن الكريم الذي كانوا يحفظونه عن ظهر قلب ، لذا كان الحفظ بمثابة الوسيلة الأساسية في المنهج التعليمي وهي وسيلة لم تكن غريبة على آبائهم الأولين في الجاهلية ، ولم يكن الحفظ والاستظهار خاصاً بالقرآن الكريم و الحديث الشريف ، وإنما تعداهما العلوم الأخرى أيضاً .وهكذا يمكن وصف الفرق بين مفهوم التعليم كخبرة من أجل الحرية ، ومفهوم التعليم كوسيلة للسيطرة ، بأنه الفرق بين التعليم الحواري والتعليم التلقيني .وهذا ما يجعلني أُطالب بضرورة تغيير جذري لنظامنا التعليمي ليواكب التطور،وعلى اللجنة الشعبية العامة للتعليم أن تعيد النظر في المناهج الدراسية ، التي أصبح فيها الطالب تلبع لمعلمه ، حبيس كراسته لا يتعلم غيرها ولا يسعى لطلب المزيد من المعرفة لأنه لم يتعلم ذلك كيف ومعلمه أيضا ( مروّض ) تعلّم بأسلوب تلقيني غير حواري ، ولهذا أجد أنه من الضروري أن يتجه التعليم نحو حفز المتعلم لاكتساب المعارف ، وضرورة تغيير المحتوى ليتناسب وقدرات المتعلمين الجدد .فالطالب اليوم ( الطفل ) يأتي إلى المدرسة وهو مزود بمعلومات كثيرة ومتنوعة اكتسبها من التكنولوجيا المتطورة من إذاعة مرئية ، وشبكة معلومات دولية، والألعاب الإلكترونية المتطورة وغيرها .. أ/ منال ابوعبودة | |
|