الشخصية
المقصود بالشخصية الإنسانية :
تلك المجموعة من السمات والصفات والاستعدادات والقدرات الجسمية والانفعالية والمعرفية والاجتماعية التي تميز الفرد عن غيره من الناس وشخصية الإنسان بإيجاز هي الصورة الكاملة لسلوكه العام المنظم أي أنها صورة الإنسان في عيون الآخرين والتي تتضح من خلال مظهرين :
1 - المظهر التكويني أي الجسمي
2 - المظهر الوظيفي أي السلوكي
مكونات شخصية الإنسان:
تتكون شخصية الإنسان من مزيج من:
الدوافع – العادات – الميول – العقل – العواطف – الآراء و العقائد و الأفكار – الاستعدادات – القدرات – المشاعر و الأحاسيس – السمات
كل هذه المكونات أو أغلبها يمتزج ليكون شخصية الإنسان الطبيعية
و الأصل في الشخصية أن تكون طبيعية و لكن عندما يحدث خلل في أحد أو بعض هذه المكونات يصبح ما يعرف باضطراب الشخصية لينتج لنا طيفاً واسعاً من الأنماط البشرية التي نراها ربما يومياً و يصعب علينا إيجاد تفسير لبعض تصرفاتها .
وتتأثر الشخصية الإنسانية في نموها وتطورها وتفاعلها بعوامل عديدة منها الوراثة ، الجهاز الغدي ، البيئة بمظاهرها المختلفة .
العوامل المؤثرة في شخصية الإنسان :
أ - الوراثة
كل ما يأخذه الفرد من والديه عن طريق ما يسمى بالكروموزومات ( الصبغيات ) ويتم انتقال السمات الوراثية مع بداية حياة الجنين.
و الوراثة لها دور في إكساب الشخص بعض الصفات التي تؤثر في تكوين الشخصية مثل:
(العجلة ، البرود ، الكرم ، الجدية ، الدعابة ،)
ب- الأسرة وأساليب التنشئة:
للأسرة دور كبير في النمو النفسي في المراحل المبكرة في حياة الإنسان لأنها البيئة الأولى التي ترعى البذرة الإنسانية بعد الولادة ومنها يكتسب الطفل الكثير من الخبرات والمعلومات والسلوكيات والمهارات والقدرات التي تؤثر في نموه النفسي إيجاباً أو سلبا حسب نوعيتها وكميتها , وهي التي تشكل عجينة أخلاقه في مراحلها الأولى .
والاستقرار الأسري له دور كبير في ذلك فكلما كانت الأسرة أكثر استقراراً صار الفرد فيها أكثر أمناً وطمأنينة وثقة في نفسه... والعكس بالعكس.
وموقع الفرد في الأسرة له أهميته المؤثرة في تكوين الشخصية (الولد الأكبر- الولد الأصغر- الابن الوحيد بين البنات) . وكذلك أسلوب تربية الوالدين لها أثر كبير على شخصية الابن (دلال زائد – شدة زائد)
د- المؤثرات الثقافية و الاجتماعية:
مثل: المعلومات–العادات–الأعراف–التقاليد– القيم– المعتقدات – الدين .
البيئة الثقافية والاجتماعية: وتشمل جميع عوامل التنشئة الاجتماعية كالبيت والمدرسة والرفاق ووسائل الإعلام ودور العبادة ، وهذه العوامل ليست سوى وسائط ويكتسب شخصيته الإنسانية الاجتماعية من خلالها ، كمــا أن عدم تأثر الفرد بهذه الوسائط تعني انسلاخه عن المجتمع الإنساني .
ويجدر التنبيه إلى أن المنهج التربوي الإسلامي يغير في صفات وسمات الأفراد تغييراً جذرياً وإن كانوا كباراً ، عبر الحركة والفعل فتحول بعضهم من الشدة إلى اللين ، ومن السطحية إلى العمق ، ومن الفردية إلى الجماعية ، ومن الضعف إلى القوة ، ومن الغضب إلى الحلم ، ومن العجلة إلى التأني ، إضافة إلى أن المنهج الإسلامي في التربية يراعي الاستعدادات الأصلية ، والفروق الفردية.
و- البيئة:
البيئة الطبيعية : كالمناخ والتكوين الجغرافي وهذا يؤثر في الشخصية من نواح عديدة فسكان البلاد الجبلية يتصفون بالخشونة في صفاتهم وسلوكهم عن سكان المناطق الساحلية الذين يتميزون بالرهافة والسهولة في التعامل .
نظريات الشخصية :
أولاً- نظرية لعب الأدوار:
هي تعنى بوصف الأفراد من خلال الأساليب التي يعتمدونها قي قيامهم بالأدوار التي يفرضها عليهم المجتمع. مثلاً دور الأب مع أطفاله، ودور الابن مع والديه، ودور الأخ، والدور المهني، ودور الزوج، ودور الرجل الخ.. وعلى الفرد أن يتعلم طرق القيام بالأدوار المختلفة من خلال خبراته المكتسبة من بيئته.
ثانيا: نظرية أبيقراط :
تعتبر نظرية أبيقراط في الأمزجة ( القرن الخامس قبل الميلاد ) من أقدم نظريات الأنماط حيث قسّم الأمزجة إلى أربعة أنواع تبعاَ لنوع السائل الذي يغلب في جسم الإنسان وهذه الأمزجة هي :
1- المزاج الدموي : نسبة إلى الدم ويتميز أصحاب هذا المزاج بالسرعة والانفعال والنشاط وسرعة الاستثارة .
2 -المزاج الصفراوي : نسبة إلى المرارة الصفراء في الكبد ويتميز أصابه بسرعة الغضب وقوة الانفعالات الحزينة وقلة السرور وشدة الانفعال .
3 -المزاج السوداوي : نسبة إلى المرارة السوداء وهو الدم المتخثر من الطحال , ويتميز أصحابه بسرعة الإكتئاب والحزن الشديد .
4 -المزاج البلغمي : نسبة إلى البلغم ويتميز أصحابه بالبلادة والضعف وعدم الاكتراث وقلة الانفعال.
ثالثا: نظرية كر تشمر :
حيث حاولت هذه النظرية الربط بين الناحية الجسمية والصفات النفسية كما قسّم كر تشمر الشخصية إلى :
1 - النمط البدين: يتميز بكبر البطن وقصر الأطراف مع الميل لزيادة الوزن بزيادة العمر ومن صفات هذا النمط المرح والنكتة والصراحة والانبساط .
2 - النمط النحيل : يتميز بالنحافة ومن صفاته الانطواء والاكتئاب والتعصب.
3 - النمط الرياضي : يتميز بالمنكبين العريضين ومن صفاته النشاط والعدوانية .
4 - النمط غير المنتظم : لم يستطع كر تشمر أن يوضحه بل اكتفى بقوله أنه غير هؤلاء .
رابعًا:- نظرية فرويد :
إن مفهوم الشخصية في نظرية التحليل النفسي عند فرويد هو أحد القواعد الأساسية لهذه النظرية والتي تتمثل في مكونات ثلاث للشخصية ولكل مكون خصائصه ومميزاته إلا أنها في النهاية تكّون وحدة واحدة تُمثل شخصية الإنسان وهذه المكونات هي :
الأنا :يعتبر مركز الشعور والإدراك الحسي ويتطابق مع مبدأ الواقع ويقوم بدور الدفاع عن الشخصية وتوافقها كما إنه يعمل على تحقيق التوازن والتوافق الاجتماعي للشخص مع بيئته والالتزام بالقيم والمبادئ والتقاليد والعادات والقيم الاجتماعية .
الهو: يعتبر منبع الطاقة الحيوية النفسية ومستودع الغرائز والدوافع الفطرية وهو يمثل الأساس الغريزي الذي ينتج عنه الطاقة النفسية وهو لا شعوري كما إن الوظيفة الأساسية له تتمثل في جلب الراحة للإنسان وتحقيق اللذة دون الاهتمام بالقيم والعادات والتقاليد والمنطق , إنه يُمثل الخبرة الذاتية للعالم الداخلي .
الأنا الأعلى : يعتبر مستودع المثاليات والأخلاقيات وتنظيم منافذ العمل والسلوك والضمير ويُمثل ما هو مثالي وليس ما هو داخلي إنه بمثابة الدرع الأخلاقي للشخصية كما أنه يعمل على كبح اندفاعات الهو .
يشبه الأنا الأعلى الهو في أنه غير منطقي ويشبه الأنا في محاولته ممارسة التحكم بالغرائز ويختلف الأنا الأعلى عن الأنا في أنه لا يحاول إرجاع الإشباع الغريزي فحسب بل يحاول الحيلولة دونه على الدوام.
خامسا: – نظرية يونغ :
تعطي سيكولوجية يونغ دوراً هاماً للوراثة حيث يؤكد أنه توجد بالإضافة إلى وراثة الدوافع البيولوجية هناك وراثة لخبرات الأجداد ومعنى ذلك إمكانية وجود نفس النظام من خبرات الأجداد تُورث في شكل أنماط أولية والنمط الأول هو ذاكرة العنصر الذي أصبح جزء من إرث الإنسانية .
إن نظرية يونغ إلى الشخصية نظرة إلى المستقبل بمعنى أنها تنظر إلى الأمام متطلعة إلى مستقبل نمو الشخصية وإلى تطوره كما أنها نظرة إلى الخلف بأنها تأخذ الماضي في اعتبارها وفي لغة يونغ ( إن الإنسان تحركه الأهداف بقدر ما تحركه الأسباب)
ويونغ ينظر إلى شخصية الإنسان باعتبارها نتاجاً ووعاءً يحتوي على تاريخ أسلافه فالإنسان الحديث قد تشّكل وصيغ في شكله الراهن بفعل الخبرات المتراكمة للأجيال الماضية والتي تمتد إلى آماد ساحقة حيث الأصول المجهولة للإنسان
سادساً: – نظرية أدلر :
لقد أطلق أدلر على نظريته في الشخصية اسم ( علم النفس الفردي) والذي يرفض من خلالها فكرة الاختزالية في سبيل الكلية وبذلك فإن هذه النظرية تقلل من أهمية الوظائف الجزئية , كما أن أدلر يرى أن جميع البشر لديهم هدف مشترك وهو التطور نحو الأفضل أو النضال من أجل التفوق لكنهم يختلفون في الأساليب التي يتبعونها لتحقيق هذا الهدف فكل منهم يتبع أسلوباً معيناً في الحياة يناضل من خلاله ليحقق هذا الهدف وهذا الأسلوب يؤثر على ردود فعله نحو المشكلات التي تواجهه .
سابعاً-: نظرية روجرز :
تؤكد نظرية الذات عند ( كار ل روجرز ) على أن لكل فرد حقيقته التي خبرها بشكل فريد متميز وأن هذا المفهوم هو العامل الحاسم في بناء شخصيته ويرى روجرز أن للذات أربعة أبعاد وهي :
1 - الذات الحقيقية : وهي تعني ما يكون الشخص في الحقيقة فعلاً وقد يكتشفه كل منّا أو يقترب منه بقدر ما .
2 - الذات المُدركة : وهي ما يعتقد الشخص أنه نفسه وذلك في ضوء تقييمه وإدراكه لها من خلال تفاعله مع الآخرين والبيئة التي يعيش فيها
3 - الذات الاجتماعية : وهي صورة الشخص عن نفسه كما يعتقدها موجودة لدى الأخرين
4 - الذات المثالية : وهي عبارة عن تصور الذات كما يتمنى الشخص أن يحققه ويجب أن يكّونه وتتشكّل بدورها من غاياته وطموحاته التي يتطلع إليها ويسعى إلى تحقيقها .
أنماط الشخصية المتعارفة اجتماعياً :
هذه المسميات للشخصية تتداول يومياً لتصف بعض الأشخاص تبعا لأنماط سلوكهم ولكنها غير متفق عليها علميا:
شخصية انبساطية :
أقترحها كارل يونج. وهي تصف الشخص الاجتماعي الذي يجد متعة في الاختلاط بالآخرين. لذلك يحب العمل الذي يتيح له التعامل مع الكثيرين. وهو يتميز بسهولة تعامله وانفتاحه على الآخرين.
شخصية انطوائية :
جاء بها يونج كذلك، وهى تصف الشخص الانطوائي، المنكمش على نفسه، ويتميز بالخجل وحب العمل منفرداً، أو بعيداً عن التعامل مع الجمهور، بعكس الانبساطي.
شخصية انفعالية :
وصف للشخص المتوتر، القلق، المعكر أو المتقلب المزاج، الذي ينفعل بسرعة ويفقد السيطرة على مشاعر الغضب، مع الهيجان السريع.
شخصية فميه:
لدى الشخص اهتمامات فموية مثل الطعام، الشراب، والتدخين. أو يعض أو يمص بعض الأشياء كالأصابع والعلكة والأقلام. وهى مثال للتثبيت في المرحلة الفموية كما أوضح فرو يد.
شخصية وسواسيه :
شخص مقتصد، منظم، مثابر، دقيق، محب للنظافة، مع إتقان العمل. وهي تعادل الشخصية الشرجية لفر ويد.
شخصية هسترية :
تهوى الاستمتاع بالحياة ولفت الأنظار. تبالغ في إبداء عواطفها. تجيد لعب الأدوار والتصرف بطريقة مسرحية. منفتحة على الآخرين، نزوية، تلقائية. يصعب عليها التحكم في انفعالها عند إثارتها.
هي تعادل عند البعض" الشخصية القضيبية" على حسب تقسيم فرويد، وهي الشخصية التي تتكون عندما يكون التثبيت في" المرحلة القضيبية" من النمو النفسي الجنسي.
ملحوظة: أرجو التفريق بين هذه الشخصية والشخصية المضطربة، “ اضطراب الشخصية الهسترية".
شخصية قهرية :
تتصف بالسلوك النمطي أو ألطقوسي. مثلاً الذين يبالغون في النظافة، والمدققين بطريقة مبالغ فيها في العمليات الحسابية أو أي عمل يوكل إليهم نتيجة التشكك والتردد.
شخصية تسلطية :
يتميز بسلوك محافظ. يميل إلى الشك والاستهزاء بالآخرين، مع الرغبة في القوة والسيطرة والقيادة.
شخصية عدوانية :
لها كثير من سمات الشخصية ضد المجتمع وأهم الصفات القسوة والعدوانية وعدم أعطاء اعتبار لمشاعر أو حقوق الآخرين.
الشخصية المضطربة :
تعتبر الشخصية مضطربة عندما تكون سمات الشخصية صلبة، عنيدة، سيئة التكيف، وتسبب لصاحبها ألماً نفسياً أو تعوق تكيفه المهني والأسري والاجتماعي.
شخصية المعادية للمجتمع:
السمة الرئيسية لهذا الاضطراب هي نمط من السلوك اللامسؤول والمعادي للمجتمع. يبدأ هذا الاضطراب في المراهقة ويستمر إلى الكهولة. ومن أعراضه.
القلق:
هو حالة نفسية وفسيولوجية تتركب من تتضافر عناصر إدراكية، وجسدية، وسلوكية. لخلق شعور غير سار يرتبط عادة بعدم الارتياح، والخوف، أو التردد.
والقلق هو حالة مزاجية عامة تحدث من دون التعرف عليها أثار تحفيزها. على هذا النحو ،يختلف القلق عن الخوف، الذي يحدث في وجود تهديد ملحوظ. وبالإضافة إلى ذلك، يتصل الخوف بسلوكيات محددة من الهرب والتجنب، في حين أن القلق هو نتيجة لتهديدات لا يمكن السيطرة عليها أو لا يمكن تجنبها.
الإحباط:
هو الحالة التي تواجه الفرد حين يعترضه عائق وحين تكون خبراته السابقة و عاداته المألوفة غير كافية أو غير قادرة على إشباع دوافعه وتحقيق رغباته .
وعادة يحدث الإحباط عندما يواجه الفرد عائقا يحول دون إشباع حاجة معينة أو تحقيق هدف معين،
وتختلف أسباب الإحباط بين الأفراد باختلاف الخبرات التي مروا بها، وباختلاف ما يتوقعون لأنفسهم من آمال وطموحات ومدى توفر الدعم الاجتماعي أو دعمه. ويختلف الناس فيما بينهم في مدى ما يتحملونه من إحباط، ولكل فرد مستوى معين من الإحباط، لا يستطيع أن يتحمل إحباطا أعلى من منه في الدرجة، و إن زاد الإحباط عن مستوى معين ظهرت لدى الفرد أساليب سلوكية دفاعية لتخفيف ما ينشأ عن ذلك الإحباط من توتر، وتعتبر كمية الإحباط الناشئة عن إشباع حاجات الفرد و تحقيق أهدافه دالة لثلاث متغيرات هي مدى أهمية الحاجة المحبطة عند الفرد ومدى الإعاقة التي يواجهها و التي تؤدي إلى إحباطه، ثم عدد المرات التي يفشل فيها الفرد في إشباع حاجته أو تحقيق أهدافه،.