تعريف الثقافة :
الثقافة ليست مجموعًة من الأفكار فحسب، ولكنها نظريٌة في السلوك بما يرسم طريق الحياة إجمالاً، وبما يتمّثل فيه الطابع العام الذي ينطبع عليه شعبٌ من الشعوب، وهي الوجه المميّز لمقوّمات الأمة التي تُمَيَّزُ بها عن غيرها من الجماعات بما تقوم به من العقائد والقيم واللغة والمبادئ، والسلوك والمقدّسات والقوانين والتجارب.
وفي الجملة فإن الثقافة هي الكلُّ المركَّب الذي يتضمن المعارف والعقائد والفنون والأخلاق والقوانين والعادات.
وكذلك تعرف الثقافة بأنها
هي مجموع العقائد والقيم والقواعد التي يقبلها ويمتثل لها أفراد المجتمع . ذلك أن الثقافة هي قوة وسلطة موجهة لسلوك المجتمع ، تحدد لأفراده تصوراتهم عن أنفسهم والعالم من حولهم وتحدد لهم ما يحبون ويكرهون ويرغبون فيه ويرغبون عنه كنوع الطعام الذي يأكلون ، ونوع الملابس التي يرتدون ، والطريقة التي يتكلمون بها ، والألعاب الرياضية التي يمارسونها والأبطال التاريخيين الذين خلدوا في ضمائرهم ، والرموز التي يتخذونها للإفصاح عن مكنونات أنفسهم ونحو ذلك .
من هذا التعريف يتبين أن الثقافة :
1 - ذات نمو تراكمي على المدى الطويل : بمعنى أن الثقافة ليست علوماً أو معارف جاهزة يمكن للمجتمع أن يحصل عليها ويستوعبها ويتمثلها في زمن قصير ، وإنما تتراكم عبر مراحل طويلة من الزمن .
2 - تنتقل الثقافة من جيل إلى جيل عبر التنشئة الاجتماعية : فثقافة المجتمع تنتقل إلى أفراده الجدد عبر التنشئة الاجتماعية ، حيث يكتسب الأطفال خلال مراحل نموهم الذوق العام للمجتمع .
3 - ذات طبيعة جماعية : أي أنها ليست صفة خاصة للفرد وإنما للجماعة ، حيث يشترك فيها الفرد مع بقية أفراد مجتمعه وتمثل الرابطة التي تربط جميع أفراده .
وهكذا تميز ثقافة شعب ما نمط حياته عن أنماط الشعوب الأخرى ولكنها لا تعزله ولا تقوده بالضرورة إلى حالة خصام مع الثقافات الأخرى .
وتشمل الثقافة على أنماط النشاط الإنساني التي يتمثل في جانبين:
الجانب المعنوي: ويشمل اللغة والدين والقيم والعادات والتقاليد وأنماط السلوك المختلفة .
الجانب المادي: ويشمل كل الجوانب المادية في المجتمع من وسائل وطرق مواصلات ومساكن وملبس وصناعات....الخ.
والثقافة سلوك مكتسب لا يولد الإنسان مزوداً به، بل هي إرث اجتماعي ينتقل من جيل إلى آخر ويتعلمه الفرد ويكتسبه لوجوده في الجماعة التي ولد فيها وتنمية التنشئة الاجتماعية التي اكتسبها، والثقافة أيضا هي وسيلة الفرد والمجتمع في السيطرة على موارد المجتمع ووسيلة لإشباع حاجات الفرد الأساسية.
تعريف ثقافة الطفل :
ثقافة الطفل هي مجموعة العلوم والفنون والآداب والمهارات ، والقيم السلوكية ، والعقائدية التي يستطيع الطفل استيعابها وتمثُّلها في كل مرحلة من مراحل عمره ، ويتمكّن بواسطتها من توجيه سلوكه داخل المجتمع توجيها سليما .
ثقافة الطفل وأهميتها :
تتبع أهمية ثقافة الطفل من وظيفتها الأساسية في تحويل المولود الجديد من كائن بيولوجي إلى كائن اجتماعي وتبدأ هذه العملية منذ لحظة الولادة وتستمر حتى الممات إلا أن الثقافة بما هي تنشئة اجتماعية تحل مكانة هامة خلال سنوات الطفولة وصولاً إلى سن الرشد فخلال هذه السنوات الحاسمة تتم عملية الانتماء الاجتماعي بخصائصها ودينامياتها الأساسية كما تشكل الهوية الذاتية التي يلعب المحيط الاجتماعي بمثيراته وأولوياته ووسائطه الدور الحاسم فيها كما أن الثقافة لا يقتصر دورها على تكوين هوية الطفل بل تتعداه إلى تكوين شخصيته بمجملها وتحدد سلوكياته وتوجهاته وذلك من خلال تقنين عمليات النمو في مختلف أبعادها العاطفية والمعرفية والاجتماعية والسلوكية والجمالية وتوجيهها بالإضافة إلى ذلك تقدم الثقافة للطفل خدمة التدامج الاجتماعي والثقافي أي الانتماء وإكساب الهوية الثقافية وحق العضوية الاجتماعية والثقافية الفاعلة .
وظيفة الثقافة :
تتحدد ثقافة أي مجتمع أسلوب الحياة فيه سواء من ناحية وسائل الإنتاج والتعامل والأنظمة السياسية والاجتماعية أو من ناحية الأفكار والقيم والعادات والتقاليد وآداب السلوك وغير ذلك .
وللثقافة وظائف متعددة للفرد:
أنها تمد الأفراد بمجموعة من الأنماط السلوكية حيث يستطيع أفرادها أن يحققوا حاجاتهم البيولوجية من مأكل ومشرب ومسكن وتناسل.
أنها تمد أفرادها بمجموعة من القوانين والنظم التي تتيح التعاون بين أعضائها مما ينتج عنه تكيف مع المواقف البيئية.
تقدم الثقافة لأعضائها الوسائل المختلفة التي تهيئ لهم التفاعل داخل الجماعة مما يهيئ قدرا من الوحدة يمنعها من السقوط في أنواع الصراع المختلفة.
إنها تمد الأفراد بمجموعة من الأنماط السلوكية حيث يستطيع أفرادها أن يحققوا حاجاتهم البيولوجية من مأكل ومشرب ومسكن وتناسل
أهمية الثقافة :
وتتمثل أهمية الثقافة في القيم والمعتقدات الراسخة التي أثبتت فاعليتها في الماضي, باعتناق الناس لها وتقبلها.
والثقافة يمكن أن تفيد الدولة بخلقها لبيئة تساعد على تطوير الأداء وتوفير إدارة التغيير.
خصائص الثقافة :
1- الثقافة إنسانية .
2- الثقافة مكتسبة
3- الثقافة مثالية وواقعية
4- ثقافة مادية وغير مادية
5- الثقافة ثابتة ومتغيرة .
6- الثقافة ضمنية أو معلنة ( واضحة).
7- الثقافة متنوعة المضمون .
8- الثقافة قابلة للانتشار والنقل . 9- الثقافة مستمرة.
فلسفة تثقيف الطفل العربي:
1- أن تكون شاملة في نظرتها.
أي أن تراعى الطبقات والفئات الخاصة لا فرق بين طفل فقير وطفل غني ولا بين الريف والحضر ولا بين الأسوياء
2- مراعاة الاتساق بين الأهداف والتطبيق.
فقد ندعي على الورق أننا نستخدم الأسلوب الديمقراطي في مدارسنا ولكن الأسلوب المستخدم هو الأسلوب التسلطي، أي أن نكون موضوعيين في تطبيق أفكارنا بما يلاءم الواقع.
3- القابلية للتطبيق العملي.
أي أن تكون واقعية ومنسجمة مع الاتجاهات الاجتماعية السائدة في المجتمع في زمانه المعين، لأن الفلسفة التي لا ترتبط بطبيعة المجتمع وبظروفه المرحلية في عصر معين تصبح مجرد أفكار خيالية يصعب تحقيقها.
4- أن تكون مرضيا عنها من جميع فئات المجتمع
أي أن تكون متشبعة بروح المجتمع فما هو مألوف ومرضى عنه في مجتمع ما قد يكون مستهجنا في مجتمع أخر
خصوصية الثقافة العربية:
"اللغة" .. حيث أن اللغة العربية لها أهمية خاصة مع العرب على هذه البقعة من الأرض، وهى بالفعل عامل تماسك بين شعوبها.
"الدين" .. إذا كانت العربية لغة القرآن، فان الإسلام هو الذي حمل العربية إلى مواقع فتوحاته الأولى.والدين هنا لا يلعب دور إتمام العلاقة بين الفرد وربه، أو هو أسلوب حياة فقط..بل لعب الدين في الوطن العربي دوره في الربط بين أفراده والناطقين بالعربية. ولا إكراه في الدين، فوجود الطوائف والأديان المختلفة إلى جوار الإسلام، ليس إلا تعبيرا عن رحابة ذلك الدين وأهله، كذا تمتع سكان الوطن الكبير من غير المسلمين تعبيرا عن الحرية المتداولة فيما بين الجميع.
كما أن الدين الإسلامي يقدم نسقا ثقافيا متميزا تتحدد به: نظرة الإنسان إلى نفسه، مع ثنائية الروح والجسم، وأن الروح من أمر الله. وللجسد حرمته.. كما تتحدد نظرة الإنسان إلى الخالق وعلاقته به.. وأيضا نظرة الإنسان إلى الكون والكم المعرفي في القرآن عن الكون يستحق التأمل ..كما يحدد الإسلام النظرة إلى الآخر من مسيحيين وديانات أخرى، على أنها ديانات سماوية.
التراث .. لقد تعاون الدين واللغة العربية فى الحفاظ على كيان العالم العربي وهويته وثقافته خلال التاريخ العربي والإسلامي الطويل. ومازال يعيش فينا ذاك التراث القديم، ويعبر عن نفسه في الكثير من العادات والأفكار.
وكذلك الثقافة الشعبية، أو الشفهية، أو المتداولة بالسليقة والمتوارثة..فهي من ملامح الثقافة الحقيقية لأي شعب من الشعوب. والشعب العربي له تعددية اللهجات والثقافات المحلية، إلا أنها في مجملها قد تكون محددة بأطر متفق عليها، وتحكمها رؤى مشتركة..مثل الرؤى الدينية، ورسوخ بعض التقاليد الاجتماعية المتفق على أهميتها مثل الكرم..وغير ذلك.
أهداف ثقافة الطفل:
تهدف ثقافة إلى تنمية شخصية الطفل من جميع جوانبها الجسدية والعقلية والعاطفية .
1- الجانب الجسدي:
أي الاهتمام بالصحة الجسمانية العامة للطفل والاهتمام بالغذاء الصحي الجيد وممارسة أنواع الرياضة والوقاية من الأمراض .
2- الجانب العقلي:
الاهتمام بنمو عقل الطفل من حيث تنمية استعداداته ومهارته العقلية كالتفكير والتذكر والقدرة على الابتكار.
3- البعد الانفعالي:
تربية عواطف الطفل في الاتجاه الايجابي كحب الآخرين والسيطرة على ضبط العواطف المفرطة.
4- البعد الاخلاقي:
غرس الأخلاق الحميدة في نفوس الأطفال التي تترجم إلى سلوك عملي في حياتهم اليومية.
5- البعد الاجتماعي:
من خلال دمج الطفل بمحيطه الاجتماعي وحسن التعامل مع الآخرين وإكسابه ثقافة تراث المجتمع الذي ينتمي إليه.
6- البعد الديني:
ويتمثل في إشباع الطفل بالقيم الدينية الإسلامية وتنشئته تنشئة إسلامية من خلال تعليمه توحيد الله والإخلاص لعبوديته.
7- البعد الجمالي:
غرس القيم الجمالية في نفسية الطفل من خلال تنمية الحس الجمالي والذوق الرفيع وقدرته على ترتيب الأشياء وتنظيمها وتناسقها وتذوقها.
مصادر اشتقاق ثقافة الطفل :
1- من القيم الاسلامية الأصلية.
2- من القيم العربية الأصلية.
3- من القيم والمبادئ الديمقراطية.
4- من النظريات والأفكار الفلسفية التربوية .
5- من تجارب الدول العربية في مجال تثقيف الطفل.
المبادئ العربية العامة لتثقيف الطفل :
مما لا شك فيه أن المبادئ العربية العامة لتثقيف الطفل تتوقف عن سياسة الدولة من تحديد الغايات والمقاصد ونظرتها للإنسان ومكانته في المجتمع وحقوقه وواجباته.
عليه يمكن أن تتمثل في بعض المبادئ وهي كالتالي:
• النظر للإنسان بعقل واعتبار التعليم حقا واجبا على كل إنسان.
• تقدير العلم والعلماء.
• العناية بالجوانب المختلفة للإنسان.
• التربية هي أساس تنظيم المجتمع.
• العناية بالطفولة.
• التعليم مفتاح التغيير وأداته.
• التربية المستدامة.
وسائط ثقافة الطفل:
إن الثقافة تؤثر في الطفل من خلال مؤسساتها المختلفة، وبعض هذه المؤسسات لها
أثرها التربوي المقصود، أي أن مهمتها الرئيسية هي تربية الطفل وإعداده الإعداد المناسب لعضوية المجتمع، الذي يعيش فيه، ونذكر من هذه المؤسسات:
الأسرة والمدرسة إلا أن معظم المؤسسات الثقافية الأخرى كالصحافة والمجلات والإذاعة والتلفاز وغيرها، تتجه إلى الكبار والصغار معاً، أي أن تأثيرها يبدأ منذ طفولة المواطن، ويستمر خلال مراحل نموه وحياته.
ويهمنا هنا معرفة وسائط ثقافة الطفل بأنواعها المختلفة، وتقسم هذه الوسائط إلى عدة فئات
أبرزها ما يلي:
1- الوسائط المكتوبة: وتتضمن أدب الأطفال من قصص وحكايات، وكذلك المجلات
والمعاجم ودوائر المعرفة العلمية والتاريخية، وكتب السير والتراجم.
2- الوسائط المسموعة والمرئية: وتتضمن المسلسلات والحكايات والبرامج التي تعرض في الإذاعة، وكذلك برامج التلفاز على اختلافها: تربوية، وتعليمية، ووثائقية، وترفيهية، ومغامرات - وتاريخية.
3- الوسائط المجسدة: من مسرح أطفال، ومسرح دمى، على اختلاف موضوعاتها ومستوياتها.
4- الفنون الجميلة: وتتضمن الموسيقى والأغاني للأطفال وكذلك الفنون التشكيلية.
5- الوسائل التربوية والألعاب: وهي تضم تشكيله كبيرة من الأنشطة المعرفية:
أرقام، حساب، رياضيات، علوم، تاريخ، جغرافيا، علوم الطبيعة والحياة، ألعاب فكرية، وألعاب مهارة.
دور الأسرة في ثقافة الطفل:
تعتبر الأسرة مجالا مركّزا تنشد فيه التربية لتستثمر عوامل الثقافة وجوانبها ,ولتتيح للناشئين تشرّبها والتأثر بها، وحيثما كانت الثقافة صادقة في تعبيرها عن خصائص الأمة ، وذاتيتها مستوعبة لقيمها الإنسانية ،معبّرة عنها كانت التربية في نطاق الأسرة وسيلة صالحة لتنشئة الأجيال عليها.
ومن خلال التطور الحضاري الذي حققه المجتمع الإنساني أصبحت الأسرة قاصرة بمفردها عن تأمين متطلبات النمو المعرفي عند الأطفال.ولكن دور الأسرة يصبح فعالا ً عندما تسعى الأسرة إلى توفير وسائل الاتصال الثقافي الخاصة بالأطفال, وتكوين مدركات مختلفة اعتماداً على الكلمات والصور والرسوم والأصوات , وكلّ ما يجسّد المعاني والمواقف .وبالتالي ينتقل الطفل إلى مستوى الفهم بناء على هذه الخبرات وتنظيمها , ونجد أنّ للأسرة دوراً في تنمية ثقافة الطفل , ومن خلالها تأتي تنمية التفكير العلمي لديهم , وهذا يتطلب جهد الأسرة المتواصل على تنظيم خبرات الأطفال ، وإتاحة الفرص لهم للتعبير عن أفكارهم, وتعزيز التفكيرالعلمي الموضوعي لديهم ، وتنمية قدراتهم على الحوار المنطقي .
إنّه من السهل الحصول على الأطفال لأنّها عمليّة( بيولوجية) لا تحتاج لمهارة أو ذكاء أو تدريب, ولكنّ التحدّي هو تنشئتهم, والهدف البعيد لكلّ الآباء والأمهات هو تنشئة الأطفال تنشئة سليمة معافاة، وغرس القيم والمفاهيم الثقافية بحسب مستواهم الفكري من خلال إشاعة الجو الثقافي في جو الأسرة ,وإذا نشأ الطفل في بيت مفعم بالثقافة – الأب يقرأ ويبحث والأم تقرأ وتتابع المستجدّات، والكتب والصحف والمجلات المتوافرة في المنزل ،فإنّ هذا الطفل من غير شك سيتأثّر بهذا الجو ويعود عليه بالخير . وينبغي على الإعلام أن يقوم بإنتاج برامج تثقيفية لتنبيه الأهل إلى هذا المجال وبذلك يقدّم هذا الإنتاج التهيئة والارتقاء.
- صحيح أنّ دور الأسرة تراجع في المسألة الثقافية عندما أصبحت الأم تعمل ، وتقضي الفترات الطويلة خارج البيت، وتخلخل التفاعل بين الأم والأطفال وهو حجر الزاوية في بناء ثقافة الطفل ومع ذلك يبقى دور الأسرة له الأهمية في تنمية ثقافة الطفل عبر المراقبة الدائمة لمسيرة أطفالها وترغيبهم بالمطالعة ،وبانتقاء المصادر الثقافية الراقية.
دور المدرسة والمجتمع في ثقافة الطفل:
تكتسب المدرسة دوراً مهماً في المجتمع بشكل عام وفي حياة الطفل بشكل خاص. فغير دورها التعليمي في مجالي القراءة والكتابة، فهي يناط بها مسؤولية التربية أولاً ولذا سميت الوزارات التعليمية بوزارات التربية والتعليم.
ليس هذا فحسب وإنما تساعد المدرسة الطفل على فهم الواقع المحيط به والاندماج السريع والتفاعل معه وتساعده على الاكتشاف وإشباع حاجاته الذهنية عبر مواد الدراسة، وإشباع حاجاته الثقافية بمجموعة المعارف الموجودة المختلفة.
وإعداده للاستزادة فيها من أي حقل آخر، وإشباع حاجاته الاجتماعية عبر العلاقات مع الزملاء وهم يمثلون المجتمع الصغير للطفل الذي يتدرب فيه على الاندماج مع روح الجماعة والتمثل بقيمها لإعداده لدخول المجتمع الواسع.
وبما أن الطفل دائماً هو محور التربية، فإن المدرسة يجب أن تهتم به أكثر مما تهتم بالمناهج التعليمية وذلك لتفادي تسربهم من المدارس أو عدم تفاعلهم فيها.
إن المجتمع بحاجة ماسة إلى قادة في السياسة والفنون والعلوم لمواكبة ومسايرة عصر التقدم والتكنولوجيا , عصر الكمبيوتر وفضاء الانترنيت ، والمدرسة هي التي تكشف هؤلاء القادة والساسة وتشجعهم وتعدهم حتى يتبوءا مكانتهم المناسبة في المجتمع .
إن الحديث عن المدرسة لا يمكن فصله عن الحديث عن المجتمع ، إذ أن المجتمع يتكون من مجموعة أفراد لهم عادات وتقاليد وقيم مشتركة ، والمدرسة تتلقى أبناء هذا المجتمع وتهيئهم لأن يحتلوا مكانتهم في المجتمع كأعضاء ومواطنين صالحين لأن يعيشوا مع غيرهم. ولهذا تنظر التربية الحديثة إلى المدرسة باعتبارها مجتمعا صغيرا شبيها بالمجتمع الكبير الذي تقوم فيه .
ويقول جون ديوي في هذا :
إن الفشل الكبير في التربية اليوم يرجع إلى إهمال مبدأ أساسي هام أن المدرسة ما هي إلا مجتمع صغير ، وأن الطفل يجب أن ينشط ويوجه في عمله وتفكيره عن طريق حياته في هذا المجتمع .
النظرية التربوية الإسلامية لثقافة الطفل:
التربية الإسلامية هي تنمية جميع جوانب الشخصية الإسلامية الفكرية والعاطفية والجسدية والاجتماعية وتنظيم سلوكها على أساس من مبادئ الإسلام وتعاليمه بغرض تحقيق أهداف الإسلام في شتى مجالات الحياة.
وكذلك هي إعداد الفرد المسلم إعدادا كاملا من جميع النواحي في جميع مراحل نموه للحياة الدنيا والآخرة في ضوء المبادئ والقيم وفي ضوء أساليب وطرق التربية التي جاء بها الإسلام.
أهتم الإسلام بالأطفال اهتماما كبيرا وحرص على تثقيف الطفل وتربيته اسلاميا فأن أول شيء يفعله الأب المسلم بعد ولادة طفله هو أن يؤذن له فى أذنه.
ولقد حث الإسلام الآباء على رعاية أبنائهم وحسن تربيتهم والعطف عليهم وأوصى الآباء والمربين بأن يتفهموا مشاعرهم ويدخلوا إلى عالمهم ويفهموا نفسياتهم وينزلوا إلى مستواهم، وكان الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم القدوة فى ذلك فرآه الناس يداعب الصغار ويمازحهم وأوصى الآباء والأمهات بالعناية بهم ورعايتهم وتربيتهم على الإسلام ودعا أفراد الأمة لتحمل مسئولياتهم تجاه من يرعونهم ولكن فى ظل المتغيرات الحديثة التي تركت بصماتها وأثارها على العالم الإسلامي الطفل المسلم أصبح يواجه بتحديات وأثار سلبية مختلفة مما يجعل من الأهمية بمكان أن نعزز ثقافته الإسلامية حتى تكون السلاح الذي يتحدى به الثقافات الوافدة والعولمة .
من أهم أهداف التربية الإسلامية هو تصحيح الصور الاجتماعية لديهم مثل حثهم عل حسن الخلق والأدب في المنزل أو الشارع أو البيت واحترام القيم الاجتماعية ذات المنظور الاسلامى والبعد عن التصرفات التي تخدش الحياء والإساءة إلى الآخرين وهذه من صميم ثقافتنا الإسلامية التي نحارب بها الظواهر الدخيلة علينا أثرت على ثقافتنا الإسلامية.
تتكون النظرية التربوية الإسلامية من المصادر الآتية :
1- القرآن والسنة، ومنهما تتزود النظرية التربوية بمجموعة من المبادئ الموجهة، وهذه ليست فرضيات تثبت عن طريق التجربة، وبالتالي فهي ليست قابلة للرفض.
2 - الدراسات التاريخية والدراسات التربوية لآراء العلماء المسلمين.
3 - دراسة الشخصيات الإسلامية اللامعة في مجال التربية كابن خلدون، والغزالي، وابن تيمية، وابن القيم، وغيرهم.
4 - معطيات البحوث العلمية الصحيحة التي تلقي الضوء على طبيعة الإنسان، وطريقة تعلمه، وكذلك كل خبرات البشر التي لا تتعارض مع العقيدة الإسلامية.
انعكاسات النظرة الإسلامية على فلسفة التربية:
إن للنظرة الإسلامية إلى الإنسان والكون والحياة والمعرفة انعكاسات ومضامين تربوية تتمثل في النقاط التالية :
- ضرورة إعداد الإنسان المسلم المؤمن الصالح الذي يعرف الله تبارك وتعالى ويوحده وحده ويعبده وحده ويتحلى بالأخلاق الإسلامية السامية.
- وجوب غرس الاتجاه الإيجابي للطلاب نحو العلم والمعرفة والعمل واعتبراها واجبا وعباده.
- العمل على التكامل بين العلوم النظرية والعلوم التطبيقية وبين الإيمان والعمل الصالح وبين العلوم الدينية والدنيوية.
- التأكيد على أهمية العقل والحس وضرورة استخدامها معا في ضوء الهدى الرباني والانفتاح على علوم الآخرين وتكييفهما بما يلائم المجتمع الإسلامي وحاجاته وقيمه.
- تعويد الطلاب على البحث عن الحقيقة بتجرد وموضوعية للوصول إليها وتسخيرها لخدمة الإنسان والمجتمع.
- ربط التربية والتعليم بالفرد والمجتمع والأمة المسلمة.
- العمل على إيجاد حركة عملية وتكنولوجية إسلامية أصلية وحديثة وعدم الاكتفاء باستيراد التكنولوجيا واستهلاك ثمارها.
أهداف ثقافة الطفل المسلم:
1 - تنمية الروح الدينية وترسخ العقيدة الإسلامية لدى الأطفال.
2- الاهتمام بالعرف والمبادئ والقيم الإسلامية وترسيخها كثقافة لدى الأطفال.
3 - تنمية الشعور بالمسؤولية حيال تطبيق كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله علية وسلم .
4 - إمداد الطفل بحصيلة مناسبة من المعارف المتعلقة بالإسلام عقيدة وشريعة ومنهج حياة، وحضارة بوصفه ديناً عاماً صالحاً للبشرية في كل زمان ومكان.
5 - غرس العادات والقيم الإسلامية في مرحلة مبكرة في حياة الطفل.
6 - فهم الحياة فهما إسلاميّا سليما، حتى يصبح حلم الطفل هو إقامة المجتمع الإسلامي الرشيد.
7 - ترسيخ حب العلم باعتباره فريضة إسلامية.
8 - طبع السلوك بالطابع الإسلامي في جميع المواقف الحياتية للطفل.
9 - تشكيل الوجدان المسلم تشكيلاً إسلاميّا من خلال القصص المؤثر الذي يعرض للبطولات والنماذج الفريدة في تاريخنا.
المعلم وثقافة الطفل المسلم :
الواقع إن المعلم هو الركن الأساسي للعملية التعليمية ، فهو المصدر الذي يعتبره الأطفال نموذجاً يستمدون منه النواحي الثقافية والخلقية ، التي تساعدهم على أن يسلكوا سلوكاً سوياً ، مما يكون له بالغ الأثر في نجاحهم لتلقي العلم بجهد أقل ووقت أوفر ، وبالتالي يتضح لنا جلياً أن المعلم هو جلُّ العملية التعليمية ، ومن هنا تكمن أهمية إعداد المعلم إعداداً تربوياً ونفسياً وإسلاميا فيكون على دراية ومعرفة كاملة بخصائص النمو ومدرك لسلوك التلاميذ في كل مرحلة من مراحل النمو بحيث يميز ما بين – السلوك الطبيعي وغير الطبيعي للمتعلمين – فيقدم لهم المعرفة بطريقة تتناسب مع قدراتهم واستعداداتهم وميولهم ، متفطناً إلى ضرورة إثارة الدافعية والتنافس بين التلاميذ ، ويقدم المعلومة بطريقة مثيرة ومشوقة ، وذلك يتطلب منه معرفة ودراية بطرق التدريس الخاصة والعامة ونظريات التعلم، فإذا كان المعلم بهذه الصفات يكتسب ثقة التلاميذ وحبهم له ، فيسهل عليهم التأثر به ، وتقبُل ما يقوله ويفعله بل قد يتخذونه قدوة يقتدون بها في التصرفات والسلوك وهذا قد لا يتحقق إلاّ بتأهيل مستمر للمعلم حتى يستطيع متابعة التغيرات السريعة .
الصورة التي يجب أن يكون عليها المعلم المؤمن .. وفق ما يرتضيه شرع الله والفطرة السليمة ووفق ما يحتاجه المعلم من إمكانيات ماديه وحاجات أساسية ليؤدي رسالته بالنهضة بتعليم الطفل المسلم وتقوية ثقافته .. وكل ذلك انطلاقاً من قول الله تعالى : " إن خير من استأجرت القوي الأمين "
فينبغي أن يكون المعلم المسلم متسما بثلاثة أركان أساسية :
1- الإيمان ..
2- الأخلاق ..
3- المهارة والإتقان ..
فإذا كان المعلم على قدر من الأيمان والصلاح نقش منه الطفل الصغير هذا الأيمان وهذا الصلاح وعلى العكس تماماً إذا كان المعلم ضعيف الإيمان أو بعيداً عن الله تعالى .. أيضاً نقش الطفل من معلمه ..
فالطفل الذي يرى معلمه محافظاً على الصلاة سيكون هو أيضاً محافظاً على الصلاة وكذلك الطفل الذي يرى معلمه يدخن سيحاول الطفل أن يقتدي بمعلمه ويدخن حتى وإن كان لا يعرف للتدخين معنى ! ولذلك فالمعلم المتدين يُكوِّن للطفل ثقافة دينية عملية تقوي علاقته بالله وتجعله سبَّاقاً إلى طريق الله تعالى ..
مميزات ثقافة الطفل المسلم:
تتوافر الخصائص والميزات لثقافة الطفل المسلم، التي تتمثّل في:
-1 التمسك بالدين والإيمان بالقيم الأخلاقية، وعدم التنكر للهوية مع القدرة علي التوفيق بين التوجه الروحي والتوجه المادي.
حب المعرفة والتعطش إلى الاستطلاع والتساؤل المستمر.
2ـ التحلي بمهارات التفكير المنطقي وإدارة الأزمات والتعامل الواعي مع المشكلات والمرونة الفكرية دون إهدار الثوابت، وكذلك القدرة على التنافس الشريف.
3ـ الثقة بالنفس والمثابرة والمبادأة وحب التعلم الذاتي المستمر.
4ـ حب العمل الجماعي وإيثار التعاون على الفردية.
5ـ احترام قيمة الوقت والوفاء بالوعد، وحسن تنظيم الأنشطة المختلفة خلال اليوم بشكل متسق متكامل.
6ـ إتقان مهارات القراءة والكتابة والتعامل مع التكنولوجيا الحديثة، والقدرة على التحليل والتفسير، واستخلاص النتائج، وإصدار القرارات، وضبط الانفعالات.
7- تنمية الروح الإسلامية في الطفل.
8-فتح منافذ التعرف على الحياة بخيرها وشرها.
9-تنمية القدرة اللغوية.
10-تنمية العاطفة وإدراك الجمال.
11-تنمية الروح العلمية.
12-القضاء على أسباب القلق والتوتر.
أساليب تثقيف الطفل العربي من مخاطر الاغتراب والاستلاب الحضاري:
الغزو الثقافي يستهدف احتلال العقل، فهو غزو من الداخل، وهو الأخطر، لأنه يضمن بعد ذلك، في حالات الضعف الذاتي وتخريب المناعة الذاتية، دوام الهيمنة على الإرادة والإمكانات القومية والدينية برمتها. لقد تطور الاستعمار كثيراً، من شكله القديم العسكري المباشر، إلى شكله الجديد الاقتصادي، سواء تأمين المصادر أو الطاقة أو الثروات الطبيعية، أو البحث عن أسواق، إلى الاستعمار الثقافي، المختلف على تسميته، الذي لا يحتاج إلى الأسلحة التقليدية، لأنه مزود بسلاحه الفتاك الداخلي، وهو التنميط الثقافي من خلال آلية صناعة العقل، وإذا كانت مخاطر الغزو الثقافي راهنة وضاغطة على جمهور الراشدين، فإنها أشد هولاً وفتكاً بعقول الأطفال والناشئة.
عليه فإن مقاومة الغزو الثقافي الموجه للطفل العربي ودرء مخاطره على الهوية القومية والدينية، يطلب منا تحصين الناشئة ووظائف التربية الثقافية التي ينبغي العناية بها، غير أن مثل هذه المقاومة، مرتهنة بعمل عربي شامل، سياسي وثقافي يولي التكامل القومي مكانته اللائقة في بناء الإنسان على مختلف الجبهات الاقتصادية والسياسية والثقافية والإعلامية، اندماجاً عربياً لسيرورة ذاتية مبدعة ومنتجة، لأن «العولمة» التي هي أخطر مظاهر الغزو الثقافي على مشارف الألفية الثالثة لا تواجه برفضها أو نبذها، بل بالاندراج فيها والإسهام في صناعتها وإنتاجها بأصالة.
الاغتراب الثقافي والحضاري : -: -
هي انسلاخ الفرد عن ثقافته وهويته وقوميته ودينه نتيجة تعلقه وانبهاره بثقافة أجنبية دخيلة عن واقعه .
مجالات الغزو الثقافي:
1ـ تشويه اللغة العربية:
2- تشويه التاريخ الحضاري العربي:
3ـ تشويه الإسلام قوة حضارية:
4ـ تشويه العروبة والرابطة القومية:
5ـ تشويه الثقافة العربية أو الخصائص القومية الثقافية العربية:
سبل التحصن من مخاطر الاغتراب والاستلاب الحضاري:
1- الاهتمام بالثقافة التربوية للأسرة.
2- زيادة مساحة البرامج التربوية في وسائل الإعلام.
3- الاهتمام بالتربية الوطنية والدينية بمؤسساتنا التعليمية.
4- وضع خطة عامة لوسائل إعلام الطفل العربي.
5- تشجيع الإنتاج العربي لمواد إعلام الطفل والاعتماد عليه.
6- الانتقاء عند اختيار مواد إعلام غربية حتى لا تؤثر على هوية الأطفال العرب.
تنمية القيم التربوية والاتجاهات العلمية للأطفال:
إن لكل مجتمع من المجتمعات الإنسانية نمطاً من أنماط التربية التي تلائم أوضاعه الاقتصادية ، والاجتماعية ، والسياسية . وبالتالي فإن التربية لا تستطيع تحقيق أهدافها ما لم تكن نابعة من واقع المجتمع ، والمجتمع العربي الإسلامي يتميز عن غيره من المجتمعات بأنه مجتمع يقوم على عقيدة منظمة لسلوك الإنسان مع خالقه وسلوكه مع نفسه ، وغيره من أبناء جنسه .
فهي تربية نابعة من قيم القرآن الكريم ، والحديث النبوي الشريف .
ولا شك أن التربية الحقة هي التي تسعى إلى تنشئة الإنسان الصالح الكامل المتكامل من جميع جوانبه ، جسمية ، عقلية ، وروحية وإعداده للمواطنة الصالحة . وإكسابه القيم التي يرتضيها الدين ويرتضيها المجتمع الذي يعيش فيه .
وللتربية مؤسسات متعددة ، تسعى من خلالها الي توصيل رسالتها التربوية .
أولاً : الأسرة :
فالأسرة هي الوحدة الاجتماعية الأولى التي يتفاعل معها الطفل ويكتسب من خلالها العديد من الاتجاهات والميول ، والقيم الدينية ،والإنماء الاجتماعي، وسائر العادات والتقاليد وأنماط السلوك الاجتماعي .
ثانياً : المسجد :
يقوم المسجد بدور بارز في تنمية القيم الإسلامية.
ثالثاً : المدرسة :
المدرسة هي المؤسسة الاجتماعية التي أوكل المجتمع إليها مهمة تشكيل الأجيال من خلال وسائطها المتعددة من معلم ، وكتاب مدرسي وجو اجتماعي داخلها
بحيث تقوم على بناء القيم التربوية والعلمية من خلال مناهجها الدراسية وخلق الإنسان الصالح الكامل المتكامل من جميع جوانبه ، جسمية ، عقلية ، وروحية وعلميا وإعداده للمواطنة الصالحة .
رابعاً :المعلم :
إن المعلم هو حجر الزاوية في العملية التعليمية وهو حامل القيم وموصلها إلى الأجيال . فالمعلمون يحتلون مكان الصدارة بين القوى المؤثرة على الناشئين وفي بناء القيم والأفكار . ولا شك أن المعلم لا يكون حاملاً للقيم ومنشئاً تلاميذه عليها ما لم يكن قدوة للمتعلمين في سلوكه.
خامساً :وسائل الإعلام :
من العوامل المؤثرة في تنمية القيم التربوية الإسلامية العربية وسائل الإعلام المرئية والمقروءة والمسموعة فما يقدمه التلفاز من برامج متعددة وما تقدمه الصحف والمجلات والكتب وما تقدمه الإذاعة المسموعة من برامج وموضوعات ، كل ذلك يمكن أن يكون وسيلة لغرس القيم التربوية والعلمية إذا استغل الاستغلال الأمثل وخطط له التخطيط السليم .
سادساً: جماعة الرفاق :
الإنسان بطبعه ميال إلى الاختلاط بغيره من بني جنسه ، ولا شك أنه عندما يختلط بغيره يتفاعل تفاعلاً اجتماعياً مع من يعاشر ، وجماعة الأقران هي جماعة اجتماعية يشبع فها الطفل دوافعه الاجتماعية الأولى فبمرور الأيام، جماعة مؤثرة في سلوك الطفل وقيمه ومعاييره فهؤلاء الأقران يألفهم المرء ، فيحادثهم ويعيش معهم ، ويبثهم أحلامه وآماله ، ويأخذ منهم ويعطيهم ويبادلهم الود ، ويتعاون معهم في السراء والضراء، وهؤلاء الأصدقاء يثبتون قيماً ويغيرون أخرى في نفوس من يصحبهم .
أساليب وطرائق تنمية القيم التربوية والعلمية لدى الأطفال.
يجب أن تكون الأسرة و المعلم و المربي على دراية بالأساليب التربوية التي يستطيع من خلالها تعزيز القيم التربوية والعلمية لدى الطفل لأنه لا يمكن تعزيز القيم التربوية في نفوس الأجيال بطريقة عشوائية ، بل تحتاج إلى أساليب علمية متنوعة ، لكي تؤثر في الأجيال بالطريقة المطلوبة ، ومن الأساليب التي يتم من خلالها توضيح القيم التربوية وتعزيزها القدوة ، والقصة ، وأسلوب الوعظ والإرشاد ، وأسلوب الترغيب والترهيب ، وأسلوب ضرب الأمثال ، وأسلوب تمثيل الأدوار ، وأسلوب التربية بالأحداث ، وأسلوب الحوار والمناقشة ، وأسلوب حل المشكلات ، والأسلوب الاستقصائي .
ويمكن الإشارة إلى أن تنوع الأساليب التربوية له أهمية كبيرة يمكن إيضاحها فيما يلي :
1ـ أن تعددها وتنوعها عامل مشوق .
2ـ تمكن المربي من اختيار ما يناسب واقع الحال للطلاب ، والظروف المحيطة بهم .
3ـ اختلاف تقبل الناس للأساليب التربوية ، يعزز أهمية تنوعها ، فالبعض يعتبر ويتأثر بالقدوة ، والبعض يتأثر بالأسلوب العاطفي ، والبعض لا يجدي فيه إلا الأسلوب الحواري .