صـــــــــــــــلة الرحــــــــــــــم
حذر الإسلام من قطيعة الرحم , و نهى عن ذلك , قال الله سبحانه و تعالى : " إن الله يأمر بالعدل و الإحسان و إيتاء ذي القربى و ينهى عن الفحشاء و المنكر و البغي يعظكم لعلكم تذكرون "
و مما ورد في النهي عن قطيعة الرحم ما ثبت في صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه و سلم قال:" إن الله خلق الخلق , حتى إذا فرغ من خلقه, قالت الرحم هذا مقام العائد بك من القطيعة وقال نعم أما ترضين أن أصل من وصلك و أقطع من قطعك؟ قالت : " بلى يا رب قال فهو لك.
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " فاقرؤوا إن شئتم , فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض و تقطعوا أرحامكم . و كفى زاجرا عن القطيعة أن الله تعالى يقطع مقترفها , و يا خسارة من قطعه الله.
وإن كنا نتساءل عن الأرحام التي يجب صلتها فهي : الأب و الأم و الجد و الجدة و الولد وولد الولد و الإخوة و الأخوات و أولادهم و العم و العمات و أولادهم و الخال و الخالات و أولادهم..
وصلة الرحم تكون حسب سماحة الشيخ ابن باز "رحمه الله" تكون بالزيارات كلما تيسرت أو بواسطة الهاتف أو الكتابة .....
و الأسباب عديدة و متعددة لقطيعة صلة الرحم منها :
• الجهل بإثم القطيعة, و الجاهل إذا علم عظم إثم ما أقدم عليه يتوب إلى الله و يصل رحمه.
• الانشغال بأمور الدنيا , و هذا ليس مبررا , و إذا كانت قطيعة صلة الرحم من الكبائر فيجب مراجعة النفس و إعطاء لكل ذي حق حقه فصلة الرحم واجبة ..
• قد تكون القطيعة من طرف واحد فالطرف الأول يقوم بزيارات متكررة كلما سمحت الظروف بذالك و لكن يقابله الطرف الثاني بالجفاء و عدم الاكتراث بالزيارة رغم الغياب الطويل و قد لا يتحمل عناء السؤال عن أحوال الأبناء زد على هذا انعدام التواصل عبر الهاتف الذي يجهل رقمه... زد على هذا التحريض و الالتحام ضد الشخص( المنبوذ) و هذه الكلمة أضعها بين قوسين لأن من له أسرة تواسيه و أصدقاء يحبونه في الله ليس منبوذا ....
فالأسباب مختلفة و عديدة و لست هنا من أجل النبش في الأسباب التي تبقى في آخر المطاف واهية و تافهة لا تستحق الوقوف عليها بقدر ما يجب هو التذكير بأهمية صلة الرحم و إثم قطيعتها ...
و من الملفت للنظر ربط قطيعة الرحم في أكثر من مورد بالإفساد في الأرض و هذا طبيعي , فإن الله لما خلقنا أرادنا أن نتعارف و نتآلف , فقطع الرحم على خلاف الإرادة الإلهية , و تؤدي حتما – قطع صلة الرحم – إلى إفساد المجتمع و تفكيكه بعد أن أراد الله سبحانه و تعالى منا توحيده و صهره في بوتقة إنسانية واحدة لا يميز فيها أحدنا عن الآخر إلا بالتقوى...قال تعالى في كتابه العزيز : "هل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض و تقطعوا أرحامكم " سورة محمد .
وهذا ما يؤكد الحرمة الكبيرة لقطيعة الرحم كونها من أكبر الآثام الشرعية التي يمكن أن يرتكبها إنسان , فقد أوردها الله سبحانه و تعالى مقارنة للإفساد في الأرض مشعرا بعظم الجرم المرتكب بواسطتها , و هي في بعض الأحاديث من أقبح المعاصي , فقد ورد عن أمير المؤمنين علي ( عليه السلام) قوله "أقبح المعاصي قطيعة الرحم و العقوق"
أنصحكم و أنصح نفسي بالتعامل مع أرحامنا على مقياس الإسلام الذي يتجاوز فيه المسلم المؤمن عن أخطاء الآخرين ....
و ترى أن بعض الأشخاص يقاطع رحمه و هو مؤمن ملتزم بالشعائر الدينية , فإذا سألته لماذا تقطع صلة الرحم و هو غير جائز و محرم ؟ يقول كان لا يعاملني جيدا و نحن صغار , أو لايحترمني .......
أذكركم و أذكر نفسي بتقوى الله و أن الإسلام يدعونا للتسامح و الصفح و إصلاح ذات البين
كن أنت المبادر لصلة الرحم لعل الطرف الآخر يتراحع عن غيه..
إن رجلا أتى النبي صلى الله عليه و سلم فقال :"يارسول الله : أهل بيتي أبوا إلا توتبا علي و قطيعه لي و شتيمة فارفضهم ؟ قال : يرفضكم الله جميعا , قال : فكيف أصنع ؟ قال تصل من قطعك , و تعطي من حرمك , و تعفو عمن ظلمك , فإنك إذا فعلت , كان لك من الله عليم ظهيرا.
ادريس مروان – الداخلة-