الرعاية البديلة للطفولة ومؤسساتها:
لا شك في ان مؤسسات الرعاية البديله لها دور في حماية الاطفال المحرومين من الرعاية الاسرية والاجتماعية من التشرد والضياع , وإيجاد البديل الآمن وتأمين المأوى والخدمات المختلفة والتحصيل الدراسي .... الخ .
وإذا كانت مؤسسات الرعاية البديلة لا يمكن اعتبارها بديلا عن مؤسسة الاسرة في رعاية تلك الفئة من الاطفال , لكنها تعتبر احد الخيارات التي لابد منها في حال فقدان الرعاية الاسرية او التصدع الاسري .
لذا فإن الجهود يجب ان تبذل للدفع بها وللرفع من مستواها ومن نوعية الخدمات المقدمه للأطفال النزلاء وتدعيم دورها في حماية الاطفال وتنشئتهم التنشئة الصالحه لتجنيبهم الكثير من الاضطرابات والأمراض النفسيه والاجتماعية .
مفهوم الرعاية البديلة:
ويقصد بها المؤسسة أو الأسرة الحاضنة التي تقوم باحتضان القاصر المتخلى عنه، لتعويضه عن أسرته الطبيعية التي حرم منها ليكتسب منها ما ينقصه من الاحتياجات الفردية والضرورية في تكوينه الاجتماعي والنفسي وبناء شخصيته.
كما يراد بها كل الإجراءات والتدابير التي تتخذ لحماية القاصر و رعايته، عندما يحول من أسرته الطبيعية الأصلية، إلى أسرة أخرى بديلة أو مؤسسة إيوائية.
أنظمة الرعاية البديلة للأطفال:
بشكل عام يمكن تقسيم أشكال الرعاية البديلة للأطفال إلى قسمين:
1- النماذج التقليدية التي تتضمن:
•نظام التبني
: وهو نظام يقوم على نقل حقوق وواجبات ومسؤوليات الوالدين الطبيعيين في رعاية الطفل إلى أشخاص آخرين سواء كانوا أفرادا أو أسرا.
•نظام الأسر البديلة : أو نظام الوصاية حيث يوضع الطفل مع أحد أفراد أسرته أو أقربائه أو أي شخص آخر وفق ضوابط ومعايير معينة.
•نظام الرعاية المؤسسية
: حيث يوضع الأطفال في مؤسسات أو مراكز متخصصة ، سواء كانت حكومية أو أهلية أو خاصة لتوفير الرعاية الدائمة أو المؤقتة لهم وفق معايير محددة من قبل الجهات المسؤولة.
2- النموذج العلاجي:
الذي يعتمد على قيام مجموعة من المتخصصين في مجالات الرعاية الاجتماعية بتوفير الرعاية اللازمة لعدد محدود من الأطفال (6-10) في منزل (دار) مخصص لهذا الغرض، وفق ترخيص صادر من الجهات ذات العلاقة.
وجدير بالذكر إلى أن جميع أنظمة الرعاية البديلة للأطفال تواجه بعض الصعوبات والمشكلات التي تجعل من الصعب على الجهات المسؤولة الاختيار بينها، كما أن عملية اختيار النظام المناسب للرعاية البديلة يعتمد بدرجة كبيرة على عوامل عديدة من أهمها:
1- خصائص الطفل البدنية والنفسية والعقلية والاجتماعية.
2- وجود معايير دقيقة وواضحة لاختيار النظام البديل المناسب.
3- وجود معايير دقيقة وواضحة لعمليات الإشراف والمتابعة.
4- توفر الدعم المادي والمعنوي والخدمي في المجتمع المحلي.
وأخيرا يمكن القول أن اختيار نظام الرعاية البديلة للأطفال بحاجة إلى مزيد من البحث والدراسة والتنظيم وذلك بهدف التأكد من قدرتها على الوفاء بجميع حاجات الأطفال، هذا بالإضافة إلى حاجة الجهات المسؤولة عن هؤلاء الأطفال إلى وضع ضوابط ومعايير وقواعد تساعد في تنظيمها وضمان سلامتها وتحقيقها للأهداف المرجوة.
أ / علي الهمالي أحمد