المدير العام Admin
المساهمات : 207 تاريخ التسجيل : 03/05/2008
| موضوع: المدرسة والمجتمع المحلي السبت مايو 17, 2008 4:43 pm | |
| المدرسة والمجتمع المحلي . كانت المدرسة قديما معزولة عن الوسط الذي تعيش فيه لا تربطها بالبيئات التي حولها أي رابط مادي أو اجتماعي وتقتصر مهمتها ضمن حدود الكتاب المدرسي، ولا تعنى بما يجري في البيئة من أوجه نشاط ولا يهمها دراسة أسباب تصرفات تلاميذها وسلوكهم وظروف بيئاتهم وما يواجهون من مشكلات يومية وكان الآباء ينظرون إلى المدرسة وكأنها دائرة إدارية لا يجوز التدخل في شؤونها. وبمعنى آخر فإن التعاون بين البيت والمدرسة كان شبه معدوم، وبتطور الحياة والعلوم وأنظمة التعليم أصبح من الأهمية أن يتم هذا التكامل بين البيت والمدرسة باعتبارهما أهم مؤسستين تربويتين في المجتمع فأصبحت مهمتها إعداد النشء والأجيال للحياة والمجتمع فغدت المدرسة مركز إشعاع تربوي وعلمي واجتماعي في البيئة والمجتمع المتواجد فيه فهي تدأب على رفع مستوى الحياة فيه وهذا يتطلب منها توثيق صلاتها بالبيت الذي تربى فيه طلابها ومنه انطلقوا للحياة واكتسبوا معارفهم وخبراتهم منه وانطبعوا بثقافة واتجاهات أبويهم وبالتالي فإن توثيق الصلة بالبيت يجعل المدرسة أداة مؤثرة وفعالة في توجيه الأبناء وتعليمهم. وبذاك نرى أن توثيق الصلات بين البيت والمدرسة شرط أساسي لرفع مستوى فاعلية المدرسة ونجاح العملية التربوية. وإن السرعة في التغير والتطور يفرض على المدرسة الخروج من حيزها وتنشيط الاتصال بالبيت بقدر ما تسمح به الظروف والإمكانات وكذلك فإن الآباء والأمهات عليهم أن يدركوا ضرورة أن يكون هناك اتصال دائم بين البيت والمدرسة ليساعدوا بالتالي أبناءهم للخروج بما هو أفضل لهم ولمستقبلهم ولتجنب كل ما هو معوق لمسيرة حياتهم ودراستهم.وسائل تحقيق التعاون بين المدرسة والمجتمع المحلي:
تختلف هذه الوسائل وتتنوع من مجتمع إلى آخر ومن مشكلة إلى أخرى وفي هذا الإطار هناك مجموعة من الوسائل التي يمكن من خلالها تحقيق التعاون المنشود ويمكن تقسيم هذه الوسائل كالآتي :.
أ ) وسائل تتم داخل إطار المدرسة وهي :
1- التواصل بين المدرسة والبيت (( نظام اليوم المفتوح )) . 2- تقارير المدرسة إلى الآباء . 3- زيارة المعلمين للآباء . 4- مجالس الآباء والمعلمين ..فيما يلي استعراض لهذه الوسائل بشئ من التفصيل : .
1- التواصل بين المدرسة والبيت :
إن التواصل بين البيت والمدرسة والمعلمين وقطاعات المجتمع المختلفة ضروري إذا ما كانت علاقة البيت والمدرسة قوية وذات تأثير على مستوى الطلاب ويجب أن يكون هذا التواصل على نطاقين ( بمعني التبادل المستمر بين المدرسة والمجتمع ) واندماج عدد من الناس فيه بالإضافة إلى ذلك هناك حاجة لعلاقات خاصة بين البيت والمدرسة والآباء لكي يشتركوا بحرية في المعلومات الخاصة بالطلاب. عناصر التواصل.
إن أهم عناصر التواصل هي :
أ- الطلاب ب - المعلمون ج- الأباء.وذلك بحكم أنهم الأقرب إلى البرامج المدرسية والقادرون على تفسيرها من مواقع المعرفة ولكن ما هي مظاهر هذا التواصل :.
مظاهر التواصل : -
أ- اشتراك الأباء في أنشطة المدرسة . ب- إرسال مذكرات مختصرة للآباء ونماذج من عمل أبنائهم . ج - اللقاء مع الآباء والاتصال بهم عن طريق المكالمات الهاتفية أو اللقاءات . د - زيارات المدرسة والمعارض الفنية والثقافية المختلفة . ه- تسجيل أنشطة المدرسة بالصوت والصورة وإرسالها إلى الآباء . أما عن مظاهر التواصل المجتمعي نحو المدرسة فهي :
أ- المساعدة والمشاركة في البرامج التعليمية . ب- التبرع ببعض المبالغ لمساعدة المدرسة في إقامة بعض المشاريع . ج- الإشراف على الرحلات المدرسية والقيام ببعض الأعمال الكتابية . د - تقديم خدمات استشارية للمدرسة ه- القيام برعاية المدرسة وحفظها في حالة كونها مغلقة .
2- تقارير المدرسة إلى الآباء.
تهدف هذه التقارير إلى إيجاد نوع من التواصل بين المدرسة والبيت فيما يتعلق بمراقبة حالة الطالب الدراسية مما يدفع إلى العمل المشترك بينهما في مجال تنمية قدرات الطالب الدراسية والجسمية وغيرها كما تفيد هذه التقارير من ناحية أخرى وذلك عن طريق التعرف على الظروف المعيشية للطالب وطبيعة البيئة الاجتماعية التي يعيش فيها بقصد مساعدة المرشد في إيجاد الطرق الناجحة والمناسبة في مساعدة الطالب المتأخر دراسيا.
3- زيارة المعلمين للآباء.
تتوقف هذه الزيارات على استعداد المعلمين للقيام بها وهي تتطلب مهارة ولباقة وقدرة على الاتصال بالمستويات الجماهيرية ولا يمكن تكليف المعلم بمعنى فرضها عليه إلا في حالات نادرة و قيامه بها إنما يتم على أساس من التطوع فقط , وتوفر هذه الزيارات للمدرسة تواصلا مع البيت مما يضمن استمرارية الصلة بهؤلاء الآباء وبمن في المجتمع ، ونلاحظ ابتعاد الآباء عن المدرسة وتحاشيهم الاتصال بها لذلك لا يمكن أن نتوقع اتصال المعلمين بكل الأباء . * وسائل التواصل خارج المدرسة
تتضمن هذه الفئة من الوسائل ما يلي :
أ- وسائل الإعلام وتشمل :
1- الصحف والمجلات . 2- الإذاعة . 3- التلفزيون . 4- الإنترنت .
الصحف والمجلات .
يمكن اعتبار هذا النوع من الوسائل إحدى محققات التواصل بين البيت والمدرسة والأسرة وقد زاد عدد هذه الصحف والمجلات وتنوعت فكان منها السياسي والديني والفني والاقتصادي والاجتماعي . أما المجلات التربوية فهي متواجدة الآن وإن لم تكن بالكثرة ولا بالمستوى المطلوب ويمكن تحقيق التواصل من خلال هذه المجلات والصحف عن طريق ما يلي : 1- نشر مقالات تتعلق بطبيعة وأهداف المواد الدراسية . 2- نشر مقالات توضح وتغطي الأنشطة المدرسية المختلفة . 3- نشر مقالات تتعلق بتثقيف المجتمع . 4- إصدار مطبوعات متنوعة توضح فوائد التواصل .
الإذاعة : تعتبر الإذاعة من أهم وسائط التربية وإحدى الوسائل المحققة للتواصل المنشود فمن خلالها يمكن إذاعة برامج ثقافية وإرشادية تعالج مشكلة عدم التواصل بين البيت والمدرسة كذلك إذاعة برامج تتعلق بمشكلات التلاميذ حتى يكون الآباء على وعي بها مما يؤدي إلى التآزر بين البيت والمدرسة في مجال إيجاد الحلول المناسبة . التلفزيون : يعتبر أكثر الوسائل المرئية والإذاعية انتشارا في العصر لاعتماده على الصوت والصورة المباشرة دون الحاجة إلى معرفة القراءة لذا فإن تأثيره يعتبر عاما بالنسبة لجميع أفراد المجتمع ويمكن من خلاله زيادة التواصل بين البيت والمدرسة ، وذلك عن طريق :.
أ- عرض برامج توضح فائدة التواصل بين البيت والمدرسة على مستقبل الطالب . ب- عرض أفلام وندوات حول موضوع التواصل المثمر . ج-عرض مقابلات مع الأهالي الحريصين على التواصل واستمراريته مع المدرسة وإظهار إيجابيات هذا التواصل. الإنترنت : لعل استخدام شبكة المعلومات العالمية من أهم وسائل التثقيف والتوعية والتواصل التي يمكن فعلا تطويعها لخلق آليات اتصال جيده بين أولياء الأمور والمعلمين والطلاب وإدارات المدارس ، وهناك العديد من المواقع التربوية الهادفة ومواقع الكثير من المدارس التي فتحت المجال للتواصل مع البيت ومع الآباء والأمهات والمجتمع بشكل عام . 4 - مجالس الآباء والمعلمين
كثيرا ما نلاحظ عقد مثل هذه المجالس ولكن ما مدى فاعلية هذه المجالس في تحقيق التواصل المنشود بين البيت والمدرسة . إن مثل هذه المجالس قد تتمكن من تقريب وجهات النظر وإحداث نوع من التفاهم بين الآباء والمعلمين مما يؤدي بالتالي إلى التعاون المنشود بين البيت والمدرسة ويحقق الأهداف التي من أجلها تقوم هذه المجالس ، وبين التصور والواقع تتضح لنا الفجوة العميقة إذ أن هذه المجالس لا يتم تفعيلها وأحيانا يصبح القانون الشكلي هو الملزم الوحيد الذي يجبر المدرسة على عقد اجتماع لمجلس الآباء أو الأمهات ، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى نجد أن هناك تجاوب سلبي من قبل أولياء الأمور وقد يحدث هذا لقلة الوعي بأهمية مثل هذه المجالس أو الهروب من دفع ضريبة التبرعات التي تطلبها المدرسة لا قامة مشروع ما أو نتيجة لخطأ في وسيلة الاتصال بأولياء الأمور وإخطارهم بأهمية الحضور . وإذا نظرنا بتمعن في أهداف مثل هذه المجالس لوجدنا أنها تحقق جزءا كبيرا من التعاون الذي ننشده بين البيت والمدرسة ونستطيع أن نورد هنا بعض الأهداف التي نرجوا أن تتحقق ومنها : أهداف مجلس الأباء : 1- توثيق الصلات بين أولياء الأمور و الهيئة التدريسية بما يحقق تعاونهم على تنشئة الطلاب ليصبحوا مواطنين صالحين في المجتمع. 2- دراسة حاجات الطلاب و مشكلاتهم والمشاركة في تلبية هذه الحاجات والعمل على حل تلك المشكلات. 3- رعاية الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة و اقتراح البرامج التي تنمي قدراتهم بما يسهم رفع المستوى التعليمي و الاجتماعي لديهم. 4- دراسة متطلبات المجتمع المدرسي والمساعدة في حل ما يعترضه من مشكلات تؤثر في الأداء و إعداد الخطط المناسبة للنهوض به. 5- تأكيد دور المدرسة كمركز إشعاع في المجتمع المحلي وتنشيط ذلك الدور. 6- مشاركة المدرسة في التصدي للظواهر الاجتماعية والاقتصادية والأخلاقية التي تضر المجتمع و اتخاذ التدابير اللازمة للقضاء عليها و الحد من آثارها. 7- توعية الطلاب نحو العناية بالمرافق العامة في البيئة المحيطة بالمدرسة والمحافظة عليها. 8- توعية الطلاب نحو مشاركة فاعلة في المسابقات والأنشطة المدرسية المختلفة.
أ / علي الهمالي | |
|