المدرسة العمومية بين نار الهجرة و تدني المستوى
________________________________________
الانقطاع عن العمل أو مغادرة المهنة في صفوف رجال التعليم أضحى معضلة كبيرة و متفشية و نسبة الانقطاع تختلف من بلد لآخر و لكنها تبقى مرتفعة و بشكل مهول بالولايات المتحدة الأمريكية , من خلال الأبحاث الأخيرة ف 40 في المائة هي نسبة الانقطاع بعد مرور خمس سنوات من الممارسة و مغادرة رجال التعليم للمهنة يكلف تكساس وحدها329 مليون دولار سنويا
هذه الظاهرة يكون لها أثر سلبي على النتائج المدرسية و يترتب عنها تقطع في المسار التعليمي للمتعلمين . فرار رجال التعليم من مهنة المتاعب يولد تكلفة باهضة للدولة و لها نتائج مباشرة على انتاجية المنظومة التربوية أضف إليها تكلفة البحث عن البرامج و المناهج و الهذر المدرسي كما هو الحال ببلادنا المغرب
عديد من الباحثين المهتمين بمشكل هجرة رجال التعليم للمهنة منهم دي أنجليز و برسلي سنة 2007 تحدثا عن ظروف حياة رجال التعليم و عن الاختيارات الشخصية للمهنة و عن ظروف العمل
و بالنسبة للبدو Labedo سنة 2005 أثار بدوره دور التحفيزات في تجويد الأداء و الرفع من المردودية التربوية.
أما بالنسبة لشوك Schuck و برادي Brady و كريفين Griffen فقد أثاروا أربعة مظاهر تشغل بال رجال التعليم الشباب :1- الدعم 2- القيادة 3- التواصل 4- العلاقات الانسانيية
أما بالنسبة Gonzalez و براون Braown تحدثا عن الدعم الإداري دون إغفال سلوك المتعلمين و قلة الموارد .
كما أثيرث من طرف آخرين مسألة ضآلة الأجر الذي لايفي بتلبية حاجيات رجل التعليم الأمريكي و ما بالك المغربي .
يستنتج من خلال ما سبق أن عالم التربية و خاصة مهنة الإدارة التربوية و التدريس يواجهان تحديات مهمة بأمريكا رائدة الاقتصاد العالمي ب 44.8في المائة .
في هذا السياق قررت واشنطن سنة 2009 تبني برنامجا هدفه تنظيف المدرسة العمومية من الموظفين الذين تنقصهم الرغبة و الكفاءة المهنية و الاحتفاظ بالآخرين فيما يعرف ب" « Retain great people » و تحفيزهم بالزيادة في الأجور و التعويضات, و بالرغم من كل الجهود المبذولة إلا أن آفة الهجرة في ارتفاع ملحوظ .
بالمغرب أعداد المغادرين لمهنة التعليم قليلة جدا مقارنة مع أمريكا و كندا , لأن رجل التعليم بالمغرب لا بديل له عن هذه المهنة , رجال التعليم الذين غادروا المهنة قبل سن التقاعد فعددهم معروف أولئك الذين انقطعوا عن المهنة تحت إغراءات المغادرة الطوعية ...
حقيقة أن المؤسسات التعليمية و خاصة العمومية تعرف تدنيا خطيرا و الأسباب متعددة لاتنحصر في المدرس و كفاءته و لا في الإدارة و سوء تدبيرها و لا في المناهج و البرامج و لا في التحول الذي عرفه العالم .. و إنمافي هذه الأشياء كلها بالإضافة إلى أسباب أخرى بنيوية و مادية...
بالرغم من أن واشنطن ارتكزت في معالجتها لظاهرة تراجع دور المدرسة العمومية و تدني المستوى التعليمي على الرفع من مستوى المدرسين و التخلي عن المدرسين الذين تنقصهم الكفاءة المهنية و القدرات المعرفية .. شخصيا أرى العكس فالمدرسة ليست صناعة هدفها تحسين الإنتاجية أو جودة الإنتاج, المدرسة موجودة لتكوين العقل الناقد عند التلاميذ و تحسيسهم برهانات المجتمع و تزويدهم بالمعرفة التي تمكنهم من الارتقاء ..
يجب على المدرسة أن تكون مكانا خصبا لتصادم الأفكار و الحوار و ليس نهرا راكدا و لكن ماء متحركا .....
لا نأخذ بالقولة التي تقول " عدم كفاءة المدرس تؤدي إلى عدم كفاءة المتعلم," بعد 37 سنة من مهنة التعليم بين التدريس و الإدارة عند استرجاع شريط الأساتذة الذين عاشرتهم و عملت معهم و الذين كانوا في بداية مشوارهم التعليمي , و لكن مع توالي السنين كبر لديهم حب المهنة و صقلت التجارب احترافيتهم في أداء الواجب ... و بحثهم الدؤوب للإطلاع على كل جديد في الميدان التربوي و التعليمي إيمانا منهم أن أكثر الناس مطالبة بتجديد المعلومات و مسايرة الجديد في المعلوميات هم بطبيعة الحال رجال التعليم..
ادريس مروان
مدير مدرسة سهام 2
نيابة المحمدية
الأكايمية الجهوية للتربية و التكوين
جهة الدار البيضاء الكبرى