يجب أن يكون من أولويات وزارة التربية الوطنية تحسين جودة أداء الإدارة التربوية , لأنها تلعب دورا محوريا و هي مفتاح قفل رفع مستوى المتعلمات و المتعلمين و الرفع من جودة التعلمات و ذلك من خلال تدخلها في تعبئة المدرسين و خلق جو داخل الوسط المدرسي عنوانه الانسجام و التفاهم و التواصل للدفع إلى الأمام بالحياة المدرسية..... فعالية الإدارة التربوية تتجلى أساسا في النجاعة و الأهلية و العدالة و المساواة و تكافؤ الفرص داخل المؤسسة .
إن الدول تبحث عن ملائمة منظومتها التربوية مع حاجيات و متطلبات المجتمع المعاصر , مجموعة من الدول اتجهت نحو اللامركزية و اللاتركيز , وبهذا يتم توسيع الاستقلال الذاتي للمؤسسات التعليمية و في اتخاذ القرار و المبادرة و البحث عن النتائج الجيدة المساعدة على تجويد المردود التربوي بالمؤسسات التعليمية هذه الأخيرة تأخذ على عاتقها تحسين الأداء بالنسبة للتلاميذ و تؤمن جلب النفع للمتعلمين خاصة بالمؤسسات العمومية...
من هنا يتضح جليا أن مهمة الإدارة التربوية جسيمة ووازنة في تدبير الموارد المالية و البشرية و القيادة الحكيمة ... و ما نخشاه هو بقاء رجال الإدارة التربوية حبيسي النظرة التقليدية لتدبير و تسيير المؤسسة التعليمية العمومية, صحيح أن رؤساء المؤسسات أرهقتهم كثرة المهام و الأعباء , كثير منهم اقترب من سن التقاعد مقابل عزوف المدرسين الشباب عن تحمل مسؤولية الإدارة التربوية بالقطاع العمومي كيف لا و هم يرون و يعيشون عن قرب معاناة زملائهم المديرين الممارسين و بدون اعتراف .... و حتى أولئك الذين لهم رغبة الترشح لتحمل المسؤولية تراهم يترددون بسبب الإفراط في المهام و التكوينات التي لا تفي بحاجات المقبل على الإدارة التربوية و منظور الارتقاء بمهنة الإدارة جد محدود بالإضافة إلى عدم مواكبة و مصاحبة المديرين الجدد لتطوير أدائهم المهني و التعويض الهزيل مقابل أعباء مضنية و مرهقة......
على المسؤولين إيلاء هذه الفئة عناية خاصة من أجل تطوير الأداء المهني و تحسين أوضاعهم الاجتماعية, يمكن تعريف الإدارة التربوية من خلال وظائفها و نقول إنها عملية :
* تنسـيق: تحقق الانسجام بين صفوف مكونات المجتمع المدرسي
* التخطيط: التفكير في المستقبل ووضع الاستراتيجيات التي تمكن المدير من تحقيق الأهداف المنشودة ووضع جداول بأولويات العمل , تحديد المشكلات و العمل على حلها , ماذا نريد أن نعمل- ماهي الأهداف- ما هي الموارد المتاحة – الوقت المتاح – ما هي المعوقات المادية و البشرية , من خطة بسيطة و مدروسة يمكن أن يتغلب المدير على كل المعيقات ....
* التنظيم: توفير الوسائل المساعدة على تحقيق الأهداف , و تحديد المسؤوليات و المهام و توزيع الأعمال, تحقيق التوازن بين متطلبات و أهداف المدرسة و الإمكانات المتاحة
* التقويم : إصدار الأحكام و التعرف على القصور.
أكدت الأبحاث أنه يمكن لرؤساء المؤسسات التعليمية خلق الفارق في كفاءات المدرسين و التلاميذ كلما أحست هذه الفئة بالاستقلالية في اتخاذ القرار و بالرغبة الداخلية لممارسة المهنة...
تجريد المدير من إطار أستاذ التعليم مكلف بالإدارة و تمتيعه بإطار خاص يمنحه هامشا للبحث و الإبداع و الابتكار و اتخاذ القرار , إطار يسمح بتحديد المهام و المسؤوليات ...
لتأهيل الإدارة التربوية علينا السهر على :
- تحديد و توزيع الوظائف التربوية .
- تشجيع مهام المدير .
- تثبيت وظائف المدير .
- مواكبة مجالس المؤسسة في تأدية و تفعيل مهامها.
- استيعاب كفاءات الإدارة التربوية .
- ضمان التماسك و التلاحم بين مكونات المجتمع المدرسي.
- ضمان التنوع ليكون تكوين المدير ناجعا.
- احترافية و مهننة الانتقاء.
- تحسين الأوضاع الاجتماعية للمديرين.
- الاعتراف بالدور المهني و التنظيمي لرؤساء المؤسسات.
ادريس مروان
مدير مدرسة سهام 2
بابة المحمدية
أكاديمية جهة الدارالبيضاء
الكبرى/ المغرب