الاضطرابات الارتقائية المنتشرة ( اضطرابات التوحد):
اضطرابات التوحد:
هو اضطراب عصبي يظهر كخلل في وظائف الدماغ يسبب إعاقة تطورية عند الأطفال خلال السنوات الثلاث الأولى من العمر نسبة حدوثه في المجتمع تتراوح من 4 إلى 5 لكل 10000 نسمة ,لوحظ أنه يصيب الذكور أكثر من الإناث بنسبة 1:4.لا يرتبط بعوامل عرقية أو اجتماعية. .
وهو اضطراب سلوكي يدوم مدى الحياة ، ويؤدي إلى نمو عصبي غير طبيعي ، وهو واحد من خمسة مكونات لمجموعة أطلق عليها مجموعة اضطراب النمو الأرتقائي الشامل ، تلك المجموعة التي تشتمل على:
. التوحد .
- اضطراب أسيرجر .
- اضطراب الرت .
- اضطرابات النمو التحليلي الطفولي.
- اضطرابات النمو غير المحدودة.
هو مرض التوحد -الذاتـوية:
الذاتوية ( او: التوحد ): هي احد الاضطرابات التابعة لمجموعة من اضطرابات التطور المسماة باللغة الطبية "اضطرابات في الطيف الذاتوي" تظهر في سن الرضاعة، قبل بلوغ الطفل سن الثلاث سنوات، على الاغلب.
وبالرغم من اختلاف خطورة وأعراض المرض من حالة إلى أخرى إلا ان جميع اضطرابات الذاتوية تؤثر على قدرة الطفل على الاتصال مع المحيطين به وتطوير علاقات متبادلة معهم.
وبالرغم من عدم وجود علاج شاف للذاتوية، حتى الان، الا ان العلاج المكثف والمبكر، قدر الامكان، يمكنه ان يحدث تغييرا ملحوظا وجديا في حياة الاطفال المصابين بهذا الاضطراب.
الأعراض:
الاطفال الذين يعانون من حالة التوحد يعانون، ايضا وبصورة شبه مؤكدة، من صعوبات في ثلاثة مجالات تطورية اساسية، هي: العلاقات الاجتماعية المتبادلة، اللغة والسلوك..
كما تظهر علامات التوحد لدى غالبية الاطفال في سن الرضاعة، بينما قد ينشأ اطفال اخرون ويتطورون بصورة طبيعية تماما خلال الأشهر او السنوات، الاولى من حياتهم لكنهم يصبحون، فجاة، منغلقين على انفسهم، عدائيين او يفقدون المهارات اللغوية التي اكتسبوها حتى تلك اللحظة. وبالرغم من ان كل طفل يعاني من التوحد يظهر طباعا وأنماطا خاصة به، إلا أن المميزات التالية هي الاكثر شيوعا لهذا النوع من الاضطراب:
المهارات الاجتماعية:
· لا يستجيب لمناداة اسمه
· لا يكثر من الاتصال البصري المباشر
· غالبا ما يبدو انه لا يسمع محدثه
· يرفض العناق او ينكمش على نفسه
· يبدو انه لا يدرك مشاعر وأحاسيس الاخرين
· يبدو انه يحب ان يلعب لوحده يتوقع في عالمه الشخص الخاص به
المهارات اللغوية:
· يبدأ الكلام (نطق الكلمات) في سن متأخرة، مقارنة بالأطفال الاخرين
· يفقد القدرة على قول كلمات او جمل معينة كان يعرفها في السابق
· يقيم اتصالا بصريا حينما يريد شيئا ما
· يتحدث بصوت غريب، او بنبرات وايقاعات مختلفة، يتكلم باستعمال صوت غنائي، وتيري او بصوت يشبه صوت الانسان الالي (الروبوت)
· لا يستطيع المبادرة الى محادثة او الاستمرار في محادثة قائمة
· قد يكرر كلمات، عبارات او مصطلحات، لكنه لا يعرف كيفية استعمالها
السلوك:
· ينفذ حركات متكررة مثل، الهزاز، الدوران في دوائر او التلويح باليدين
· ينمي عادات وطقوسا يكررها دائما
· يفقد سكينته لدى حصول اي تغير، حتى التغيير الابسط او الاصغر ، في هذه العادات او في الطقوس
· دائم الحركة
· يصاب بالذهول والانبهار من اجزاء معينة من الأغراض مثل دوران عجل في سيارة لعبة
· شديد الحساسية، بشكل مبالغ فيه، للضوء، للصوت او للمس، لكنه غير قادر على الاحساس بالألم
ويعاني الاطفال صغيرو السن الذين يصابون بالتوحد من صعوبات عندما يطلب منهم مشاركة تجاربهم مع الاخرين. وعند قراءة قصة لهم، على سبيل المثال، لا يستطيعون التأشير بأصبعهم على الصور في الكتاب. هذه المهارة الاجتماعية، التي تتطور في سن مبكرة جدا، ضرورية لتطوير مهارات لغوية واجتماعية في مرحلة لاحقة من النمو.
وكلما تقدم الاطفال المصابون بالتوحد في السن نحو مرحلة البلوغ، يمكن ان يصبح جزء منهم اكثر قدرة واستعدادا على الاختلاط والاندماج في البيئة الاجتماعية المحيطة، ومن الممكن ان يظهروا اضطرابات سلوكية اقل من تلك التي تميز ظاهرة التوحد. حتى أن بعضهم، وخاصة اولئك منهم ذوي الاضطرابات الاقل حدة وخطورة، ينجح، في نهاية المطاف، في عيش حياة عادية او نمط حياة قريبا من العادي والطبيعي.
وفي المقابل، تستمر لدى اخرين الصعوبات في المهارات اللغوية وفي العلاقات الاجتماعية المتبادلة، حتى أن بلوغهم يزيد، فقط، مشاكلهم السلوكية سوءا وترديا .
قسم من الاطفال المصابين بالتوحد بطيئون في تعلم معلومات ومهارات جديدة. ويتمتع اخرون منهم بنسبة ذكاء طبيعية،أو حتى أعلى من اشخاص آخرين عاديين. هؤلاء الاطفال يتعلمون بسرعة، لكنهم يعانون من مشاكل في الاتصال في تطبيق امور تعلموها في حياتهم اليومية وفي ملاءمة / اقلمة انفسهم للأوضاع والحالات الاجتماعية المتغيرة.
قسم ضئيل جدا من الاطفال الذين يعانون من التوحد هم مثقفون ذاتويون وتتوفر لديهم مهارات استثنائية فريدة، تتركز بشكل خاص في مجال معين مثل الفن، الرياضيات او الموسيقى.
الأسباب وعوامل الخطر
ليس هنالك عامل واحد ووحيد معروفا باعتباره المسبب المؤكد، بشكل قاطع، للتوحد. فمن المرجح وجود عوامل عديدة مسببة للتوحد .
هذه العوامل تشمل:
· اعتلالات وراثية: اكتشف الباحثون وجود عدة جينات ( مورثات - Gens ) يرجح ان لها دورا في التسبب بالتوحد. بعض هذه الجينات يجعل الطفل اكثر عرضة للاصابة بهذا الاضطراب، بينما يؤثر بعضها الاخر على نمو الدماغ وتطوره وعلى طريقة اتصال خلايا الدماغ فيما بينها
· عوامل بيئية: جزء كبير من المشاكل الصحية هي نتيجة لعوامل وراثية وعوامل بيئيه مجتمعة معا. وقد يكون هذا صحيحا في حالة التوحد ، عوامل اخرى: وثمة عوامل أخرى أيضا تخضع للبحث والدراسة في الاونة الأخيرة تشمل: مشاكل اثناء مخاض الولادة،
وقد يظهر التوحد لدى أي طفل من أي أصل أو قومية، لكن هنالك عوامل خطر معروفة تزيد من احتمال الاصابة بالتوحد.
وتشمل هذه العوامل:
· جنس الطفل
اظهرت الابحاث ان احتمال اصابة الاطفال الذكور بالتوحد هو اكبر بثلاثة ـ اربعة اضعاف من احتمال اصابة الاناث
· التاريخ العائلي: العائلات التي لديها طفل واحد مصاب بالتوحد لديها احتمال اكبر لولادة طفل اخر مصاب بالتوحد . ومن الامور المعروفة والشائعة هو ان الوالدين او الاقارب الذين لديهم طفل مصاب بالتوحد يعانون، هم أنفسهم من اضطرابات معينة في بعض المهارات النمائية او التطورية، او حتى من سلوكيات ذاتوية معينة
· سن الوالد: يميل الباحثون الى الاعتقاد بان الابوة في سن متاخرة قد تزيد من احتمال اصابة الطفل بالتوحد.
· التشخيص:
يجري طبيب الاطفال المعالج فحوصات منتظمة للنمو والتطور بهدف الكشف عن تأخر في النمو لدى الطفل. وفي حال ظهرت علامات الذاتوية لدى الطفل، يمكن التوجه الى طبيب اختصاصي في معالجة الاطفال المصابين بالذاتوية، الذي يقوم، بالتعاون مع طاقم من المختصين الاخرين، بتقييم دقيق للاضطراب.
ونظرا لان الذاتوية تتراوح بين درجات عديدة جدا من خطورة المرض وحدة الاعراض، فقد يكون تشخيص الذاتوية مهمة معقدة ومركبة، اذ ليس هنالك ثمة فحص طبي محدد للكشف عن حالة قائمة من الذاتوية.
وبدلا من ذلك، يشمل التقييم الرسمي للذاتوية معاينة الطبيب المختص للطفل، محادثة مع الاهل عن مهارات الطفل الاجتماعية، قدراته اللغوية، سلوكه وعن كيفية ومدى تغير هذه العوامل وتطورها مع الوقت.
وقد يطلب الطبيب، بغية تشخيص الذاتوية، اخضاع الطفل لعدة فحوصات واختبارات ترمي الى تقييم قدراته الكلامية واللغوية وفحص بعض الجوانب النفسية.
وبالرغم من ان علامات الذاتوية الاولية تظهر، غالبا، في ما قبل سن الـ 18 شهرا، الا ان التشخيص النهائي يكون، في بعض الاحيان، لدى بلوغ الطفل سن السنتين او الثلاث سنوات، فقط، عندما يظهر خلل في التطور، تاخير في اكتساب المهارات اللغوية، او خلل في العلاقات الاجتماعية المتبادلة، والتي تكون واضحة في هذه المرحلة من العمر.
وللتشخيص المبكر اهمية بالغة جدا، لان التدخل المبكر، قدر الامكان، وخصوصا قبل بلوغ الطفل سن الثلاث سنوات، يشكل عنصرا هاما جدا في تحقيق افضل الاحتمالات والفرص لتحسن الحالة.
العلاج:
لا يتوفر، حتى يومنا هذا، علاج شاف لاضطراب الذاتوية، وليس هنالك، ايضا، علاج واحد ملائم لكل المصابين بنفس المقدار. وفي الحقيقة، فان تشكيلة العلاجات المتاحة للذاتوية والتي يمكن اعتمادها في البيت او في المدرسة هي متنوعة ومتعددة جدا، على نحو مثير للذهول.
بامكان الطبيب المعالج المساعدة في ايجاد الموارد المتوفرة في منطقة السكن والتي يمكنها ان تشكل ادوات مساعدة في العمل مع الطفل المريض.
وتشمل امكانيات العلاج:
· العلاج السلوكي وعلاجات امراض النطق واللغة .
· العلاج التربوي - التعليمي
· العلاج الدوائي
ونظرا لكون الذاتوية حالة صعبة جدا ومستعصية ليس لها علاج شاف، يلجا العديد من الاهالي الى الحلول التي يقدمها الطب البديل . ورغم ان بعض العائلات افادت بأنها حققت نتائج ايجابية بعد العلاج بواسطة نظام غذائي خاص وعلاجات بديلة اخرى، الا ان الباحثين لا يستطيعون تأكيد، او نفي، نجاعة هذه العلاجات المتنوعة.
بعض العلاجات البديلة الشائعة جدا تشمل:
· علاجات ابداعية ومستحدثة
انظمة غذائية خاصة
أ أ / علي الهمالي أحمد