تنمية القيم التربوية والاتجاهات العلمية للأطفال:
إن لكل مجتمع من المجتمعات الإنسانية نمطاً من أنماط التربية التي تلائم أوضاعه الاقتصادية ، والاجتماعية ، والسياسية . وبالتالي فإن التربية لا تستطيع تحقيق أهدافها ما لم تكن نابعة من واقع المجتمع ، والمجتمع العربي الإسلامي يتميز عن غيره من المجتمعات بأنه مجتمع يقوم على عقيدة منظمة لسلوك الإنسان مع خالقه وسلوكه مع نفسه ، وغيره من أبناء جنسه .
فهي تربية نابعة من قيم القرآن الكريم ، والحديث النبوي الشريف .
ولا شك أن التربية الحقة هي التي تسعى إلى تنشئة الإنسان الصالح الكامل المتكامل من جميع جوانبه ، جسمية ، عقلية ، وروحية وإعداده للمواطنة الصالحة . وإكسابه القيم التي يرتضيها الدين ويرتضيها المجتمع الذي يعيش فيه .
وللتربية مؤسسات متعددة ، تسعى من خلالها الي توصيل رسالتها التربوية .
أولاً : الأسرة :
فالأسرة هي الوحدة الاجتماعية الأولى التي يتفاعل معها الطفل ويكتسب من خلالها العديد من الاتجاهات والميول ، والقيم الدينية ،والإنماء الاجتماعي، وسائر العادات والتقاليد وأنماط السلوك الاجتماعي .
ثانياً : المسجد :
يقوم المسجد بدور بارز في تنمية القيم الإسلامية.
ثالثاً : المدرسة :
المدرسة هي المؤسسة الاجتماعية التي أوكل المجتمع إليها مهمة تشكيل الأجيال من خلال وسائطها المتعددة من معلم ، وكتاب مدرسي وجو اجتماعي داخلها
بحيث تقوم على بناء القيم التربوية والعلمية من خلال مناهجها الدراسية وخلق الإنسان الصالح الكامل المتكامل من جميع جوانبه ، جسمية ، عقلية ، وروحية وعلميا وإعداده للمواطنة الصالحة .
رابعاً :المعلم :
إن المعلم هو حجر الزاوية في العملية التعليمية وهو حامل القيم وموصلها إلى الأجيال . فالمعلمون يحتلون مكان الصدارة بين القوى المؤثرة على الناشئين وفي بناء القيم والأفكار . ولا شك أن المعلم لا يكون حاملاً للقيم ومنشئاً تلاميذه عليها ما لم يكن قدوة للمتعلمين في سلوكه.
خامساً :وسائل الإعلام :
من العوامل المؤثرة في تنمية القيم التربوية الإسلامية العربية وسائل الإعلام المرئية والمقروءة والمسموعة فما يقدمه التلفاز من برامج متعددة وما تقدمه الصحف والمجلات والكتب وما تقدمه الإذاعة المسموعة من برامج وموضوعات ، كل ذلك يمكن أن يكون وسيلة لغرس القيم التربوية والعلمية إذا استغل الاستغلال الأمثل وخطط له التخطيط السليم .
سادساً: جماعة الرفاق :
الإنسان بطبعه ميال إلى الاختلاط بغيره من بني جنسه ، ولا شك أنه عندما يختلط بغيره يتفاعل تفاعلاً اجتماعياً مع من يعاشر ، وجماعة الأقران هي جماعة اجتماعية يشبع فها الطفل دوافعه الاجتماعية الأولى فبمرور الأيام، جماعة مؤثرة في سلوك الطفل وقيمه ومعاييره فهؤلاء الأقران يألفهم المرء ، فيحادثهم ويعيش معهم ، ويبثهم أحلامه وآماله ، ويأخذ منهم ويعطيهم ويبادلهم الود ، ويتعاون معهم في السراء والضراء، وهؤلاء الأصدقاء يثبتون قيماً ويغيرون أخرى في نفوس من يصحبهم .
أساليب وطرائق تنمية القيم التربوية والعلمية لدىالأطفال.
يجب أن تكون الأسرة و المعلم و المربي على دراية بالأساليب التربوية التي يستطيع من خلالها تعزيز القيم التربوية والعلمية لدى الطفال لأنه لا يمكن تعزيز القيم التربوية في نفوس الأجيال بطريقة عشوائية ، بل تحتاج إلى أساليب علمية متنوعة ، لكي تؤثر في الأجيال بالطريقة المطلوبة ، ومن الأساليب التي يتم من خلالها توضيح القيم التربوية وتعزيزها القدوة ، والقصة ، وأسلوب الوعظ والإرشاد ، وأسلوب الترغيب والترهيب ، وأسلوب ضرب الأمثال ، وأسلوب تمثيل الأدوار ، وأسلوب التربية بالأحداث ، وأسلوب الحوار والمناقشة ، وأسلوب حل المشكلات ، والأسلوب الاستقصائي . ويمكن الإشارة إلى أن تنوع الأساليب التربوية له أهمية كبيرة يمكن إيضاحها فيما يلي : 1ـ أن تعددها وتنوعها عامل مشوق .2ـ تمكن المربي من اختيار ما يناسب واقع الحال للطلاب ، والظروف المحيطة بهم . 3ـ اختلاف تقبل الناس للأساليب التربوية ، يعزز أهمية تنوعها ، فالبعض يعتبر ويتأثر بالقدوة ، والبعض يتأثر بالأسلوب العاطفي ، والبعض لا يجدي فيه إلا الأسلوب الحواري .
أ / علي الهمالي أحمد